كالقذيفة كالبراكين العنيفة ثورة الشعب الشريفة

كان كل من يريد الفشخرة والعنطزة والتعالي والتفاخر يقول ابي او اخي او جذي او جدتي من ثوار ثورة ٢٦ سبتمبر وثوار ثورة ١٤ اكتوبر ويسرد امجاده  وبطولاته وتضحياته وصموده في جبال عيبان وردفان وشمسان.

اليوم صارت الثورة وصمة عار عند هؤلاء.
باعوها بثمن بخس في زمن عجيب كل شيء فيه للبيع التاريخ والجغرافبا والاخلاق.
الوحيد الذي كان ثابتا على كلامه هو شخص تعرفت عليه في عام ٩٦م كنت بمعية صديقي واخي مصطفى فضل صويلح في صنعاء لمتابعة شان يتعلق باخية المهاجر في احدى الدول الأوروبية. الشاب هذا اسمه سامح خريج كلية الاقتصاد جامعة عدن التقينا به في صنعاء بحكم عمله هناك في احدي مجموعات هائل سعيد انعم.
عملنا لفة في شوارع صنعاء ثلاثتنا  انطلاقا من التحرير نقطة التقاء ابناء الجنوب هناك وبالذات مقهاية العدانية كما يسمونها واشتهرت بهذا الاسم الجميل. .

وبين ازقة شارع جمال والتحرير وعصر في صنعاء مررنا بشارع صغير ولفت انتباهي لوحة مكتوب عليها ( منزل الشهيد محمد محمود الزبيري)  فقرأتها بصوت عالي كي الفت انتباه الاخوين مصطفى وسامح فلم يبالي سامح بهذا وقال امشوا يا جماعة قلت له انتظر يا اخي دعني أتأمل واعيد الذاكرة اثناء دراستنا الابتدائية والثانوية والكتب التي قرءناها عن الشهيد محمد محمود الزبيري ابو الاحرار ومآثره البطولية والتنويرية  ودوره الكبير في صياغة مشروع الثورة والجمهورية وصناعة الوعي الثوري لدي شعب اقل مانقول عنه انه متخلف.
فنظر الي سامح نظرة المشمئز من سردي الطويل وقال مختصرا يا اخي مالك ومال جدات ابوه هذا طرد لنا امام ( وجلب الينا الفين امام.) . 

مازالت هذه العبارة راسخة في ذهني منذ اكثر من ٢٩ عام اي والله ٢٩ عام.(طرد امام ليجلب لنا الفين امام) وكانت عبارته اكثر دقة وتوصيفا لحال اليمن بعد الثورة
فالكل صاروا ائمة العفافيش والحمران   وعلي محسن والزنداني وصعتر والذارحي والذهب وحاشد وبكيل وسنحان والحجري والاشول والأحوال ومقصع ومعرج وهائل والدويد الحوثي والبخيتي والقائمة تطول. فقد كنا على امام واحد وصرنا بالآلآف الائمة.
وفي الجنوب طردنا مستعمر اجنبي من الباب فاعادوه الينا من الطاقة او (التاقة والمشكة على قولة اللحوج) وكان محتل واحد وصار لنا الف محتل بعده.
فالكل ينظر لعدن وللجنوب مصدر كسب واثراء ويتمدد وفقا لقوته ويبسط ويحتل ما يتركه الاقوى منه فزاد المحتلين وزاد العملاء وزاد المستقويين وزاد الاضطهاد وزاد الافقار وزاد التجويع وزادت نسبة الحرمان والفاقة عند شعب الجنوب وتنصل رجال الثورة الاحياء وابنائهم  واحفادهم عن مبادئ الثورة واهدافها وانكروها معتبرينها فعل ارعن اقدم عليه ثلة من فاقدي المصالح وقطاع الطرق متناسيين انها دماء اريقت لتروي هذه الأرض التي يمشون عليها ويعبثون بها اليوم.
غيروا المفاهيم والاخلاق وباعوا القيم والمبادئ وساد السوء وتسرطن الفساد في ارض الجنوب من جهات عدة.

كنا  على احتلال واحد اجنبي صار اليوم الف محتل محلي ومناطقي وقبلي داخلي وخارجي، ولعل اقوى ممارسات الاحتلال هي إيلاء مسؤولية السلطة وقيادة الدولة لإمعات يكادون لا يفقهون من اصول الحكم والادارة إلا السرقة والبسط وشم القاع والانبطاح للاقوى. 
فطوبى للشهداء ولا نامت اعين الجبناء
حفظ الله صديقيَّ مصطفى وسامح