العواصف الشمسية قد تزيد خطر النوبات القلبية والنساء الأكثر تأثرا

(أبين الآن) متابعات
العواصف الشمسية
يعيش كوكب الأرض داخل درع مغناطيسي طبيعي يحميه من الإشعاعات الشمسية الضارة، لكن هذا الدرع ليس ثابتًا؛ فهو يتغير ويتقلب مع نشاط الشمس.
معظم الأيام تمر هذه التغيرات دون أن يشعر بها أحد، لكن خلال فترات النشاط الشمسي القوي، تعرف الأرض اضطرابات مغناطيسية قد تكون لها تأثيرات غير متوقعة على البشر.
دراسة جديدة نُشرت في دورية Nature Communications Medicine حاولت الإجابة عن سؤال محدد: هل هناك علاقة زمنية بين اضطرابات المجال المغناطيسي للأرض أثناء العواصف الشمسية وعدد حالات النوبات القلبية لدى البشر؟
رسم تخطيطي يوضح تصنيف المرضى حسب الفئة العمرية والجنس (يسار) وارتباطهم بالظروف الجيومغناطيسية المختلفة
منهجية الدراسة
أجرى فريق بحثي في البرازيل تحليلًا لبيانات دخول المستشفيات بسبب احتشاء عضلة القلب على مدار عدة سنوات.
ركز الباحثون على عوامل مثل العمر والجنس وما إذا كان المريض نجا عند خروجه من المستشف، بعد ذلك، تم مقارنة هذه البيانات اليومية مع مستويات النشاط المغناطيسي للأرض باستخدام مؤشر الكوازار الكوكبي (Kp-Index) الذي يصنف كل يوم حسب درجة الاضطراب المغناطيسي من هادئ إلى شديد الاضطراب.
تم تقسيم الأيام إلى ثلاث فئات: هادئة، معتدلة، ومضطربة. كما تم تصنيف المرضى حسب العمر والجنس: حتى 30 سنة، بين 31 و60 سنة، وفوق 60 سنة.
عدد حالات الدخول إلى المستشفى والوفيات والخروج منها حسب الجنس
النتائج
أظهرت البيانات أن النساء، خصوصًا في الفئة العمرية من 31 إلى 60 عامًا وكبار السن، سجلن معدلات دخول أعلى للمستشفيات في الأيام المضطربة مقارنة بالأيام الهادئة. كما ارتفعت نسبة الوفيات داخل المستشفيات في نفس الفئات العمرية خلال هذه الأيام.
أما بالنسبة للرجال، فلم يظهر لديهم نمط واضح مرتبط بالاضطرابات المغناطيسية، رغم أن إجمالي حالاتهم كان أعلى من النساء.
وأكد الباحث البرازيلي لويز فيليبي كامبوس دي ريزيندي، المؤلف المراسل للدراسة، أن النتيجة الأساسية تكمن في تغير التوقيت النسبي لحدوث النوبات القلبية بين الأيام الهادئة والمضطربة، وليس في العدد الإجمالي.
حالات الدخول إلى المستشفى بسبب احتشاء عضلة القلب
تعزيز النتائج بالإحصاء
لحماية النتائج من التحيز، استخدم الفريق أسلوب التجميع الإحصائي (Clustering) الذي يجمع الحالات المتشابهة دون تحديد مسبق لما يجب أن يكون مهمًا.
أبرزت النتائج مجموعة واضحة من الحالات في الأيام المضطربة مع تركيز أكبر على النساء في منتصف العمر وكبار السن، مما عزز الثقة في أن النمط المكتشف ليس صدفة.
تصنيف حالات احتشاء عضلة القلب ( ن = 1340) إلى أربع مجموعات بناءً على مجموع مؤشر
تفسير محتمل
القلب يعمل عبر إشارات كهربائية دقيقة، كما تعتمد الأعصاب على نبضات كهربائية، والكثير من نظم الجسم الحيوية تتأثر بالإشارات الخارجية.
يعتقد بعض العلماء أن التغيرات المغناطيسية الخارجية قد تشكل “دفعة صغيرة” لنظم الجسم التي تكون بالفعل تحت ضغط أو توتر، ما قد يسرع حدوث نوبة قلبية عند الأشخاص الأكثر عرضة.
الخطوات المستقبلية
يشير الباحثون إلى أن الدراسات المستقبلية بحاجة إلى:
توسيع قاعدة البيانات لتشمل مناطق ومناطق جغرافية مختلفة.
دمج معلومات تفصيلية عن المرضى، مثل الأدوية والحالات الصحية الأخرى.
رصد الظروف البيئية المحلية مثل درجة الحرارة وجودة الهواء لفصل التأثيرات المتداخلة.
إذا تم التأكد مستقبلاً من وجود ارتباط موثوق بين العواصف الشمسية وزيادة معدلات النوبات القلبية، يمكن للقطاع الصحي التخطيط للتعامل مع ارتفاع محتمل في عدد المرضى خلال هذه الفترات.
نصائح للمرضى
الأشخاص المصابون بأمراض القلب يمكنهم اتباع الإرشادات الطبية المعتادة، مع توخي الحذر خلال فترات العواصف الشمسية:
الالتزام بالأدوية الموصوفة.
مراقبة الأعراض بدقة.
تجنب المجهود البدني غير المعتاد.
هذه الخطوات بسيطة، لكنها قد تساعد في التقليل من المخاطر خلال الأيام المضطربة مغناطيسيًا.