الضالع تنزف من الطريق والحكومة صامتة 

من كان يصدق أن الطريق الرابط بين عدن والضالع أحد أهم الشرايين الحيوية في الجنوب سيتحول إلى كابوس يومي للمواطنين؟ طريق كان يفترض أن يكون بوابة الأمان والتنقل والتجارة، أصبح اليوم ساحة للعذاب، وميدانا للحفر والمطبات والانهيارات التي لا تنتهي، كأنها لعنة حلت على هذا الخط الحيوي.

لسنا نبالغ حين نقول إننا أصبحنا نسابق الموت مع كل رحلة. 
حفر كبيرة، ومطبات عشوائية وأجزاء متهالكة بالكامل، تحولت إلى فخاخ تحصد أرواح الأبرياء، وتعطل المركبات وترهق المسافرين. لا يمر يوم إلا ونسمع عن حادث، عن انقلاب، عن عائلة تهشمت أحلامها على قارعة الطريق، فقط لأن أحدهم قرر أن يترك هذا الطريق دون صيانة، دون اهتمام.

الطريق لا يحتاج فقط إلى ترقيعات مؤقتة، بل إلى مشروع إنقاذ شامل. 
ترميم شامل للبنية التحتية، تصريف مياه، هندسة مرورية، إنارة، تخطيط.. أين ذهبت أموال الضرائب؟ أين مشاريع التنمية؟ هل يعقل أن نترك طريقا استراتيجيا بهذا الوضع المهين؟ الطريق يخدم آلاف السيارات يوميا، يربط المحافظات، ويسير فيه المرضى، الطلبة، البسطاء، والتجار. هل هؤلاء لا يستحقون طريقا آمنا يحترم إنسانيتهم؟
كل متر في طريق الضالع يصرخ: الإهمال قتلني.

مواطنون يجبرون على دفع تكلفة إصلاح سياراتهم كل أسبوع، سائقو الباصات يضطرون للمجازفة من أجل لقمة العيش، مرضى تضاعف آلامهم وهم ينقلون فوق مطبات تشبه الخناجر، وحوادث مميتة أصبحت مشهدا مألوفا.
أين الدولة؟ أين السلطة المحلية؟ أين المحافظ؟ أين وزارة الأشغال؟
هل يعقل أن طريقًا بهذا الحجم، بهذا الزخم اليومي، لا يجد من يضع له خطة إنقاذ حقيقية؟ أم أن أرواحنا رخيصة؟ أم أن ما يهم فقط هو تحصيل الضرائب، وترك المواطن يتدبر أمره بين حفرة وأخرى؟
نحن لا نطلب مستحيلاً. 

نريد فقط طريقًا آمنًا. نريد أن نصل إلى وجهاتنا دون أن نكفن داخل سياراتنا. نريد أن ينام أطفالنا دون أن يستيقظوا على خبر مروع لحادث على طريق الضالع.
الكرة في ملعبكم يا من تدعون أنكم تخدمون الشعب.  
لا تتجاهلوا هذا الطريق أكثر. لا تجعلوا من الحفر قبورًا، ومن المطبات مذابح صامتة.  
طريق الضالع ليس مجرد شارع..  
بل هو حياة كاملة، تنتظر من يعيد لها الأمان والكرامة.