الأزياء السريعة وتدهور التربة.. تكلفة الموضة الرخيصة على الأرض

(أبين الآن) متابعات
صناعة الأزياء صناعة الأزياء
الأزياء السريعة تعتمد على الاستهلاك السريع والتخلص السريع، ما يولّد طلبًا متواصلًا على الملابس الجديدة. هذه الدورة السريعة لا تؤثر فقط على خزاناتنا، بل تمتد لتطال الأرض نفسها، خصوصًا التربة، وهي المورد الأساسي الذي تنمو عليه الألياف الطبيعية مثل القطن.
تأثير زراعة الألياف الطبيعية على التربة
القطن يمثل جزءًا كبيرًا من صناعة الأزياء، لكنه يحتاج لمساحات واسعة للزراعة. الزراعة التقليدية للقطن تعتمد على الري المكثف واستخدام كميات كبيرة من المبيدات والأسمدة الكيميائية، مما يؤدي إلى:
• استنزاف العناصر الغذائية من التربة.
• فقدان خصوبة التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه.
• تدهور بنية التربة وتناقص التنوع البيولوجي.
حتى المياه العذبة تتأثر بشدة، خصوصًا في المناطق الجافة، ما يزيد الحاجة لتوسيع الأراضي الزراعية على حساب الغابات والموائل الطبيعية.
شركات تأجير الملابس
الأقمشة الصناعية وتأثيرها طويل المدى
الألياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون تأتي من النفط وتستهلك طاقة كبيرة في إنتاجها، كما أنها تتحلل ببطء شديد عند التخلص منها، مكونة ميكروبلاستيك يدخل إلى التربة والمياه، مسببًا أضرارًا للأنظمة البيئية والكائنات الحية.
الأقمشة المختلطة، المزيج بين القطن والبوليستر، تزيد المشكلة تعقيدًا؛ فهي صعبة إعادة التدوير، وغالبًا ما تنتهي في المقالب، مما يفاقم أزمة التربة والتلوث.
إضافة المكونات الخضراء وقصاصات الأشجار للنفايات قبل تحويل الملابس لسماد
المرحلة النهائية: النفايات في المقالب
معظم الملابس المستهلكة ينتهي بها المطاف في المقالب، حيث تتعرض للتحلل البطيء:
نوع المادة مدة التحلل التأثير على التربة
القطن المعالج أشهر إلى سنوات إطلاق مواد كيميائية من الأصباغ والمواد المعالجة
البوليستر مئات السنين تحلل إلى ميكروبلاستيك
النايلون مئات السنين تحلل إلى ميكروبلاستيك
تتكون أيضًا السوائل الناتجة عن التحلل (Leachate)، وهي سامة وتلوث التربة والمياه الجوفية، ما يزيد المخاطر على الإنسان والحياة البرية.
مقالات ذات صلة
ابتكارات صديقة للبيئة تُعيد تشكيل صناعة الأزياء.. كيف تتحول الموضة نحو الاستدامة؟
04/10/2025
تحليل.. كيف يمكن للصين أن تغيّر مسار الانبعاثات العالمية؟
03/10/2025
ابتكارات وتقنيات جديدة لمواجهة “البلاستيك الخفي” في الملابس
بدائل مستدامة: المواد البيولوجية والزراعة المتجددة
ظهرت مواد بيولوجية قابلة للتحلل مثل:
• Piñatex: ألياف أوراق الأناناس من نفايات الزراعة.
• Mylo: فطر الميسليوم المزروع على نفايات زراعية.
• Lyocell (Tencel): لب الخشب من غابات مستدامة، مع إنتاج مغلق الدائرة.
لكن نجاح هذه البدائل يعتمد على:
• مصادر المواد الخام المستدامة دون منافسة المحاصيل الغذائية.
• تقنيات التصنيع الآمنة بيئيًا.
• وجود بنية تحتية مناسبة للتحلل مثل التسميد أو الهضم اللاهوائي.
الزراعة المتجددة تلعب دورًا هامًا في:
• استعادة خصوبة التربة.
• زيادة التنوع البيولوجي.
• تقليل الحاجة للمياه والأسمدة الصناعية.
الملابس المستدامة
الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير
تحويل صناعة الأزياء من نموذج “أخذ-صنع-تخلص” إلى اقتصاد دائري ضروري لتقليل تأثيرها على التربة:
• تصميم الملابس لتكون قابلة للإصلاح وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير.
• تطوير تقنيات لإعادة تدوير المواد المختلطة.
• الاستثمار في البنية التحتية لإعادة التدوير وجمع الملابس المستهلكة.
تقطيع الملابس قطع صغيرة لتحويلها إلى سماد
مسؤولية جميع الأطراف
• المستهلكون: اختيار الملابس المستدامة، إصلاحها، إعادة بيعها، ودعم برامج التدوير.
• الشركات: الشفافية في سلسلة التوريد، الابتكار في المواد المستدامة، اعتماد ممارسات مستدامة حقيقية بعيدًا عن التسويق الزائف.
• السياسات: فرض معايير على استخدام المواد الكيميائية، تحفيز الاقتصاد الدائري، وتطوير بنية تحتية لإدارة النفايات.
• الباحثون والمبتكرون: تطوير مواد جديدة قابلة للتحلل، وتحسين تقنيات إعادة التدوير.
خاتمة
الأزياء السريعة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بتدهور التربة. من زراعة القطن إلى المقالب، يكشف تأثير صناعة الملابس على الأرض. التحول نحو مواد بيولوجية والزراعة المتجددة والاقتصاد الدائري يمكن أن يوفر مستقبلًا مستدامًا للأزياء وللتربة التي تعتمد عليها.