يوم المعلم.. احتفاء عالمي ووجع محلي

قُم للمعلم وفّهِ التبجيلا 
 كاد المعلم أن يكون رسولا

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بـيوم المعلم العالمي، اعترافاً وتقديراً لمكانة هذه المهنة العظيمة التي تبني العقول وتصنع الأمم. غير أن هذا اليوم، في بلادنا، يأتي محملاً بالأسى والخذلان، إذ يعيش المعلم واقعه المرير في ظل انقطاع الرواتب للشهر الرابع على التوالي، وهو الذي لم يكن راتبه الزهيد أصلاً يكفي الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية، فما بالك بأن يمنحه حياة كريمة تليق برسالته السامية.

أصبح وضع المعلم اليوم تحت خط الفقر، يجاهد للبقاء على قيد الحياة، في وقتٍ تاهت فيه كرامته بين عجز الحكومة وفسادها. فأولاد المسؤولين والقيادات يدرسون في الخارج ومن بقي منهم يدرس في أرقى المدارس الخاصة وبالعملة الصعبة ولايهمهم وضع المعلم .

كيف يُعقل أن يظل من يعلّم الأجيال جائعاً، فيما تنفق الحكومة ملايين الدولارات على مسؤوليها وأتباعهم تحت مسمى “إعاشة” أو “بدل مهام” دون وجه حق؟! إنها مفارقة تُدمِي القلب وتكشف حجم الانهيار الأخلاقي قبل الاقتصادي.

رغم كل ذلك، يواصل المعلم أداء رسالته بإخلاص وتفانٍ نادرين، يقف أمام طلابه بوجهٍ شاحب وقلبٍ مكلوم، لأنه يؤمن أن التعليم هو الطريق الوحيد لنهضة الوطن وإنقاذ الأجيال.

وصدق الشاعر حين قال: 
إن الطبيب والمعلم كلاهما 
  لا ينصحان إذا لم يُكرَما. 

فكيف ننتظر من المعلم أن يبدع ويُخرّج أجيالاً متعلمة وهو جائع، مهموم، مكسور الكرامة لا يستطيع توفير قوت يومه؟!

إن تكريم المعلم لا يكون بالكلمات ولا بالاحتفالات الشكلية، بل بضمان راتبه، وتحسين وضعه المعيشي، واحترام مكانته كأحد أعمدة المجتمع. فبغير المعلم، لا مستقبل لوطن ولا نهضة لشعب.

ومن هنا بأسم كل معلم وتربوي نناشد حكومة رئيس الوزراء سالم بن بريك بسرعة معالجة وضع المعلم وحصوله على كافة حقوقة القانونية وصرف راتبه الشهري بأنتظام .