من الكنوز..

بقلم: د. عبد الكريم الوزان.

أكرمنا الله عز وجل بما لا يحصى ولا يعد من النعم والكنوز التي قد لا يشعر الانسان بقيمتها إلا بعد فقدانها: «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ»*، ومن ذلك العقل والصحة والستر والأمن والقناعة وصلة الأرحام والزوج أو الزوجة والذرية  الصالحة وعدد ما شئت.
والقناعة  كنز لايفنى لأنها تضع حدا للأطماع وارتكاب المعاصي وفعل الشر، كما إنها تدخل السكينة والطمأنينة في النفوس وتبعث على الأمل والسعادة. 
في المقابل فإن التربية الأسرية والوعي والقوانين الوضعية العادلة والسياسات الحكيمة والإعلام الهادف والاستقرار الاقتصادي، كل ذلك له دور كبير في تحقق القناعة لدى الأفراد الذين يتحتم عليهم الرضا بما قسم الله لهم والقبول بأقدارهم، وهم ينظرون الى أحوال غيرهم  وما بهم من علل ومصائب دون أن تضيق صدورهم أو يتذمرون، وكما قال الشاعر :
وبعض الناسِ لو تعطيه داراً
‏وأموالا كأسراب الجراد
‏وقلبا كالحديد بغير داءٍ
‏وعافية كعافية الجوادِ  
‏سيشكو حظه صبحا وليلا
‏ويمشي ساخطا بين  العبادِ

*سورة النحل آية ١٨.