رحيل أول رائدة تربوية بمنطقة قرين الشاعري مديرية الضالع في يوم عيدها العالمي
زمنا طويلا من التفاني والإخلاص في خدمة التعليم قضتة المعلمة القديرة فنية عبدالحق في مدرسة الشهيد علي محمد طاهر العشري بمديرية الضالع حيث بدأت مسيرتها التربوية منذ مطلع العام 1982 كواحدة من طلائع النساء التربويات في منطقة قرين الشاعري والقرى المجاورة لها التي انخرطت في سلك التدريس ولعبت دوراً رائد في النهضة التعليمية بمديرية الضالع في تلك الفترة التي كان فيها التعليم في اوج ازدهارة وذروة مجدة ليس في الضالع فحسب وانما على مستوى الوطن الجنوبي قاطبة وخير دليل الاعتراف الاممي لمنظمة اليونسكو التي صنفت الجنوب كأفضل دولة عربية في التعليم ومحاربة الأمية كان ذلك في فترة ثمانينيات القرن العشرين
الراحلة المعلمة القديرة فنية عبدالحق كان لها شرف الريادة في تلك الحقبة الذهبية كمعلمة فذة وتربوية فاضلة افنت جل عمرها في تعليم وتنشاءة الأجيال على مدار سنوات طويلة كانت فيها الشمعة المضيئه التي تحترق لتنير العقول في دروب العلم والمعرفة ولم يقتصر دورها على تدريس المنهج المدرسي لطلاب مدرسة الشهيد علي طاهر العشري ومدرسة قرين الشاعري فقط بل لقد كانت المرأة الوحيدة في المناطق الشرقية لبلادي الشاعري التي تحملت على عاتقها مسؤولية تحرير نساء تلك المناطق من الأمية فكانت تؤدي مهامها التربوية بتعليم الطلاب صباحاً وتعليم نساء المنطقة بعد الظهر في فصل محو الأمية بقرية قرين الشاعري وفي المساء تستقبل في منزلها العديد من النسوة الراغبت في التحرر من الأمية وهكذا وبشكلا منتظم ويومي كانت المعلمة القديرة فنية عبدالحق تؤدي رسالتها التنويرية بين اوساط الطلاب في المدرسة وامهاتهم في محو الأمية
تاريخا حافل على مدى 43 عاماً وهبت حياتها عطاء وبذل واخلاص وتضحية في خدمة التعليم ولم تأخذ شيئ سوى التعب والمرض والجحود والنكران الذي عانت من مرارتة وهي تصارع قسوة الألم طريحة الفراش لم يلتفت إليها أحد حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها يوم 5 اكتوبر 2025 الذي يصادف اليوم العالمي للمعلم وفيه نودع رائدة التعليم في منطقة قرين الشاعري والعشري وذخار والملحة والحازة وقرية الشعار بقلوبا مكلومة يجتاحها الحزن والأسى مؤمنة بقضاء الله وقدره
فسلاما عليك أيها المعلمة الفاضلة يوم ولدتي ويوم عشتي ويوم متي ويوم تبعثي حيى
رحمك الله بواسع رحمته وعظيم مغفرتة وأسكنك فسيح جنانه وإنا لله وإنا اليه راجعون