احتفال على الرمق الأخير

بقلم / حنان القاسم

نقف اليوم على أعتاب الرابع عشر من أكتوبر ذكرى الثورة التي حلم بها الأحرار من أجل كرامة الإنسان وحريته فإذا بنا اليوم نعيش واقعا مؤلما لا كهرباء ولا ماء ولا رواتب وشعب يكابد الجوع والتعب على الرمق الأخيرومع ذلك نستعد للاحتفال!
أي احتفال هذا؟ وأي فرح يمكن أن ينبت في أرضٍ عطشى وأرواح مرهقة؟
هل يرضى الله ورسوله أن تقام المهرجانات وتنفق الأموال بينما الشعب يئن في صمت؟
لقد علمنا ديننا الحنيف أن "المبذرين إخوان الشياطين" فكيف نقبل أن نبدد ما تبقى من قوت الناس في احتفالات شكلية لا تشبع جائعاً ولا تداوي مريضا ولا تحفظ ماتبقي من كرامة هذا الشعب الكريم بصبره ؟
لو أن القائمين على شؤون هذا الوطن جعلوا من صرف الرواتب وإغاثة المحتاجين وإعانة الضعفاء احتفالهم الحقيقي لكانت تلك أعظم مناسبة وأصدق وفاء لروح أكتوبر فالاحتفال لا يكون بالأضواء ولا بالأناشيد بل بالعدل والرحمة ورد الحقوق إلى أهلها .
يا من بيدكم القرار ..
اجعلوا من هذه المناسبة يوماً للعطاء لا للتبدير يوما للوفاء لا للادعاء ، يوما يفرح فيه الشعب حقا لا وهماً .