مصطفى الشربيني: الاستثمار في التدريب البيئي ليس رفاهية بل ضرورة للمستقبل

البيئة والمناخ

( أبين الآن) نفلاً عن المستقبل الأخضر

الشربيني، الرئيس التنفيذي لمعهد الاستدامة والبصمة الكربونية، رائد الاستدامة وإدارة البصمة الكربونية في مصر والمنطقة العربية، وأحد أهم الخبراء في مجال المناخ والاستدامة، وله مساهمات عالمية بارزة في تطوير سياسات الاستدامة وبرامج التدريب وتأهيل الكوادر في القطاعين العام والخاص.

كما أسس مبادرات مثل “سفراء المناخ” و”سفراء المياه” لنشر ثقافة الاستدامة وقيادة مشاريع بيئية على المستويين المحلي والدولي، عضو في مجموعات العمل الخاصة بمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الرئيس التنفيذي لبيت الخبرة الدولي للاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة.

ألّف عددًا من المراجع العلمية المتخصصة في البصمة الكربونية وأسواق الكربون، منها: “دليل البصمة الكربونية للشركات”، “دليل البصمة الكربونية للمنتج”، “دليل الكربون الأزرق”، و”دليل التحقق من انبعاثات الغازات الدفيئة”، و”آلية تعديل حدود الكربون”، و”أسواق الكربون والطريق إلى الاقتصاد الأخضر”.

إلى تفاصيل الحوار:

ما الدور الذي يقوم به معهد الاستدامة والبصمة الكربونية ذ.م.م في تأهيل الكوادر والشركات على الاستدامة؟
– الشربيني: المعهد تأسس ليكون منصة تدريبية ومهنية متكاملة لتأهيل كوادر متخصصة في الاستدامة والبصمة الكربونية، وفق أعلى المعايير الدولية. نحن نقدم برامج متكاملة تشمل:

• إدارة البصمة الكربونية للشركات والمصانع

• إعداد تقارير الاستدامة الدولية وفق معايير GRI وIFRS S1 & S2

• إدارة الانبعاثات الكربونية والامتثال لتشريعات أوروبا مثل CBAM وCSRD

• تحسين كفاءة الموارد البيئية وإدارة المخاطر البيئية والاجتماعية

هدفنا هو بناء كوادر مؤهلة تستطيع قيادة المشاريع المستدامة وتحويل الشركات إلى مؤسسات تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.

وما أهمية الاعتمادات الدولية التي حصل عليها المعهد، مثل ISO وCPD؟
الشربيني: الاعتمادات الدولية تعكس مستوى جودة التدريب واحترافية البرامج التي يقدمها المعهد. لدينا:

• ISO 14001: يضمن التزام المعهد بأفضل معايير إدارة البيئة.

• ISO 9001: يضمن جودة التدريب وإدارة العمليات بكفاءة عالية.

• ISO 45001: يضمن الالتزام بالصحة والسلامة المهنية داخل المعهد.

• ISO 21001: يعزز جودة إدارة المؤسسات التعليمية والتدريبية.

• CPD International Accreditation: وهو اعتماد عالمي لتطوير المهارات المهنية بشكل مستمر.

شهادات CPD مهمة لأنها تضمن أن المتدربين:

1. يواصلون تطوير مهاراتهم المهنية باستمرار، سواء نظريًا أو عمليًا.

2. يصبحون مؤهلين للعمل في بيئات دولية متقدمة، مع فهم عميق للمعايير مثل CBAM وCSRD.

3. يفتح لهم المجال للحصول على وظائف خضراء في الأسواق المحلية والدولية.

وهنا يتكامل مفهوم CPD مع CDP – Carbon Disclosure Project، حيث يستطيع المتدرب إعداد تقارير دقيقة عن الانبعاثات الكربونية للشركات وفق معايير CDP، مما يعزز الشفافية ويزيد من فرص الشركات في التمويل الأخضر والأسواق الدولية.

مصطفى الشربيني، الرئيس التنفيذي لمعهد الاستدامة والبصمة الكربونية

مصطفى الشربيني، رئيس معهد الاستدامة والبصمة الكربونية في حواره مع المستقبل الأخضر
وكيف يسهم المعهد في خلق وظائف خضراء؟
 الشربيني: الوظائف الخضراء تعتمد على مهارات المتخصصين في الاستدامة، وتشمل مجالات مثل إدارة الطاقة، البصمة الكربونية، والامتثال لمتطلبات الأسواق الدولية. من خلال المعهد، يحصل المتدربون على شهادات مهنية دولية تشمل:

• أخصائي البصمة الكربونية المعتمد دوليًا

• أخصائي CBAM لإدارة الامتثال الأوروبي

• أخصائي الاستدامة المعتمد

• شهادات MRV (القياس، الإبلاغ والتحقق) للانبعاثات

هذا التأهيل يجعل المتدرب جاهزًا مباشرة لسوق العمل الأخضر، ويتيح للشركات استقطاب كوادر قادرة على تحسين الأداء البيئي والتشغيلي، وزيادة القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.

وما أهمية CBAM للشركات الآن؟
 الشربيني: CBAM هو آلية أوروبية تفرض تكلفة على المنتجات المستوردة عالية الانبعاثات الكربونية لضمان المنافسة العادلة مع المنتجات الأوروبية المستدامة. الكوادر المؤهلة في CBAM تساعد الشركات على:

• قياس الانبعاثات بدقة

• إعداد تقارير مطابقة للمعايير الأوروبية

• تحسين كفاءة الإنتاج لتقليل الانبعاثات

• الامتثال لتجنب الرسوم والعقوبات

هذا يعزز قدرة الشركات على التوسع في الأسواق الأوروبية وفتح أسواق جديدة، خاصة مع التشريعات الحديثة التي تشدد على الشفافية البيئية.

ما دور المعهد في إعداد تقارير الاستدامة الدولية؟
–  الشربيني: المعهد يقدم تدريبًا واستشارات لإعداد تقارير الاستدامة وفق GRI وIFRS S1 & S2، ويشمل ذلك:

• تحديد مؤشرات الأداء ESG (البيئية والاجتماعية والحوكمة)

• جمع البيانات وتحليلها بدقة

• إعداد تقارير شاملة وشفافة تلبي متطلبات المستثمرين والأسواق الدولية

هذه التقارير تساعد الشركات على تحسين الأداء، بناء الثقة مع المستثمرين، وتعزيز سمعتها على المستوى العالمي.

وماذا عن تقارير البصمة الكربونية والتأكد المستقل؟
الشربيني: نحن نعد تقارير البصمة الكربونية ونصدر تقارير التأكد المستقل وفق بروتوكولات عالمية مثل GHG Protocol وISO 14064، لضمان:

• دقة قياس الانبعاثات

• التحقق من البيانات بواسطة خبراء مستقلين

• تقديم تقارير معتمدة للشركات والمستثمرين

هذا يزيد من مصداقية الشركات أمام الأسواق العالمية، ويضمن قبول شهادات الكربون في أوروبا والأسواق الدولية.

ما هو دور المعهد في COP30 ومبادرة سفراء المناخ والمياه؟
الشربيني: نشارك بفاعلية في COP30 لنقل أفضل الممارسات للقطاعين العام والخاص، وتدريب 15 سفيرًا على إدارة المشاريع البيئية. هؤلاء السفراء قادرون على:

• ترشيد استهلاك الطاقة والمياه

• خفض الانبعاثات الكربونية

• نشر ثقافة الاستدامة في المدارس والجامعات والمصانع

سفراؤنا هم جزء من استراتيجية المعهد لبناء جيل جديد من القادة البيئيين القادرين على تحويل التحديات إلى فرص تنموية.

ما هو تأثير سوق الكربون العالمي وفق المادة 6.4 من اتفاقية باريس على الشركات؟
الشربيني: المادة 6.4 من اتفاقية باريس تهدف لإنشاء آلية دولية لتبادل وحدات الكربون، بحيث يمكن للدول والشركات الاستثمار في مشاريع خفض الانبعاثات والحصول على وحدات تعويضية معتمدة. الشركات التي تفهم هذه الآلية يمكنها:

• تقليل تكلفة الامتثال للمعايير البيئية

• الاستفادة من وحدات الكربون لتغطية انبعاثاتها

• زيادة القدرة التنافسية في الأسواق الدولية

تطبيق المادة 6.4 يشجع على الابتكار في مشاريع الاستدامة، ويجعل السوق الدولي أكثر شفافية وكفاءة، مما يعود بالنفع على الشركات التي تتبنى هذه المعايير مبكرًا.

هناك اقتراح بعمل سوق الكربون لتبادل الكربون في قطاعات زراعية كبرى والتشريعات الصناعية، ما أهميته؟
 الشربيني: هذا الاقتراح يهدف لتوفير آلية محلية لحماية شهادات الكربون ومنع رفضها في أوروبا. من خلال هذا السوق، يمكن:

• تداول شهادات الكربون الناتجة عن مشاريع صناعية وزراعية

• ضمان اعتماد هذه الشهادات عند التصدير إلى أوروبا

• تحفيز الاستثمار في مشاريع خفض الانبعاثات

هذا السوق يعزز الشفافية والمصداقية، ويعطي الشركات فرصة للحفاظ على حقوقها البيئية، ويحفز الابتكار في قطاع النباتات الكبيرة والصناعات الثقيلة، بما يضمن عدم ضياع قيمة شهادات الكربون عند التصدير.

كيف يمكن للشركات الاستفادة عمليًا من كل هذه البرامج والشهادات؟
 الشربيني: الشركات التي تعتمد كوادر معهدنا تستفيد من:

1. إدارة الانبعاثات بدقة وكفاءة

2. الامتثال للقوانين الدولية والأوروبية

3. تحسين كفاءة الطاقة والموارد

4. الحصول على تمويل أخضر من البنوك والمؤسسات الدولية

5. تعزيز القدرة التنافسية عالميًا

أمثلة عملية تشمل شركات قللت استهلاك الطاقة بنسبة 20%، ومؤسسات تصدير دخلت الأسواق الأوروبية بدون دفع رسوم CBAM، وشركات حصلت على تمويل أخضر لتطوير مشاريع إنتاجية مستدامة.

ما أهمية مشاركتكم في COP30 كرئيس لوفد المراقبين، وما الرسالة التي تسعون لإيصالها خلال هذا المؤتمر؟
الشربيني: المشاركة في COP30 تمثل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات الدولية وتقديم رؤية الدول العربية والإقليمية حول الاستدامة وتغير المناخ. كرئيس لوفد المراقبين، نحن نعمل على:

1. متابعة تطبيق اتفاقيات باريس الدولية والتأكد من التزام الدول بتنفيذ أهداف خفض الانبعاثات.

2. نقل أفضل الممارسات والتجارب الدولية للشركات والحكومات في مصر والمنطقة العربية.

3. تعزيز الشفافية والمصداقية في تقارير الانبعاثات والمشاريع البيئية، بما يشمل MRV وشهادات الكربون.

4. تمثيل مصالح المنطقة في النقاشات حول التمويل الأخضر وسوق الكربون العالمي، لضمان استفادة الشركات والمؤسسات المحلية من الفرص الدولية.

حضورنا كمراقبين يعطينا قدرة على التأثير المباشر في صياغة السياسات، ودعم المؤسسات والشركات في المنطقة لتحقيق أهداف الاستدامة بكفاءة، مع ضمان قبول شهادات الكربون والتقارير البيئية على المستوى الدولي.

في الختام، ما رسالتكم للشركات والمؤسسات التي تسعى للتميز والاستدامة؟
الشربيني: الاستثمار في التدريب الدولي والشهادات المهنية ليس رفاهية، بل ضرورة. الشركات التي تطبق المعايير العالمية في إدارة الاستدامة والبصمة الكربونية ستكون دائمًا في المقدمة، قادرة على التحول إلى نموذج بيئي ناجح ومستدام، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوقت نفسه.