الأستاذ القدير/ مشهور السعدي.. شخصية تربوية وإدارية بارزة في يافع رُصد
في إطار سلسلة «شخصيات تربويّة يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع – محافظة أبين»، نسلّط الضوء على إحدى الشخصيات التربوية المخلصة التي كرّست حياتها لخدمة التعليم وتربية الأجيال، الأستاذ مشهور صالح عاطف يحيى السعدي، الذي يُعدّ من القامات التربوية البارزة في مديرية يافع رصد بمحافظة أبين. فقد كرّس ما يقارب أربعة عقود من حياته في خدمة التعليم، متنقّلاً بين التدريس والإدارة والتوجيه، وأسهم بشكل محوري في استقرار واستمرارية ثانوية الشعب ومدرسة الشعب للتعليم الأساسي، ليكون مثالاً يُحتذى به في الالتزام والاجتهاد والإخلاص للمهنة والمجتمع.
النشأة والتعليم
وُلِد الأستاذ مشهور في 27 نوفمبر 1967م، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال (ولدين وبنت).
بدأ تعليمه الأساسي عام 1972/1973م في مدرسة الشعب، وتميز منذ الصف الأول بالجد والاجتهاد، حيث كان والده – رحمه الله – الداعم الأكبر له.
واصل تعليمه حتى الصف الثامن عام 1980/1981م، وكان من أوائل الطلاب بين أكثر من 140 طالباً في ثلاث شعب، وكرّم من إدارة المدرسة بقيادة الأستاذ الراحل ناصر علي محمد بشكل مستمر حتى الصف السابع.
عام 1980م تعرّض لحادث انقلاب سيارة والده، مما منعه من إكمال العام الدراسي في وقته، لكنه عاد في العام اللاحق بعزيمة أكبر.
في العام 1982/1983م التحق بـ ثانوية رصد، التي كانت تجمع الطلاب من مديريات رصد وسرار وسباح، وتلقى العلم على يد نخبة من المعلمين المتميزين.
بعد إتمام الصف الثالث الثانوي عام 1985م، واصل دراسته في ثانوية الشهيد يسلم حسين صالح بجعار لإكمال الصف الرابع الثانوي، وتجاوز ظروف أحداث 13 يناير 1986م الصعبة.
المسيرة العملية
بتاريخ 27 أكتوبر 1986م توظف الأستاذ مشهور معلماً رسمياً في مدرسة الشعب الموحدة، حيث درّس مادة اللغة العربية ومقررات أخرى في الصفوف الأساسية، وأسندت إليه مهام الأنشطة الصفية واللاصفية.
وفي عام 1993م التحق بـ جامعة عدن – كلية التربية بزنجبار، وتخصص في اللغة العربية، وتمكن من التخرج ببكالوريوس لغة عربية بتقدير "جيد جداً"، رغم ارتباطه بأسرة وأولاد.
مع افتتاح ثانوية الشعب في العام الدراسي 1997/1998م، عُيّن وكيلاً للثانوية، وكان مديرها حينها الأستاذ أحمد ثابت السرحي الذي انتقل لاحقاً إلى كلية التربية يافع، وتولى إدارتها للأعوام 1999 – 2003م، ضمن طاقم متميز ضم ثلاثة معلمين عراقيين.
من 2003 – 2010م كُلّف بالعمل موجهاً تربوياً في مكتب التربية والتعليم بمديرية رصد، دون أن يترك التدريس في الثانوية، كما كُلّف بإدارة مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمديرية، فأدى مهامه في المجالين بكفاءة.
وفي الفترة 2003 – 2008م، كان مدير الثانوية الأستاذ المرحوم محمد ثابت الباقري، ثم تولّى الأستاذ أحمد محمد حبيب السعدي الإدارة لعام دراسي واحد (2009/2010م).
منذ 1 يناير 2010م وحتى اليوم يشغل الأستاذ مشهور منصب مدير ثانوية الشعب، حيث واجه تحديات كبيرة أبرزها نقص الكادر التعليمي، فبادر مع أبناء المنطقة لتأسيس صندوق دعم تعليمي عبر اشتراكات مجتمعية، مما أتاح التعاقد مع عشرات المعلمين والمعلمات، وساهم في استقرار العملية التعليمية.
الإنجازات والأنشطة
ساهم الأستاذ مشهور في تهيئة بيئة تعليمية مستقرة وثابتة، مما مكّن مئات الطلاب من إكمال تعليمهم الجامعي في تخصصات مرموقة مثل الطب، طب الأسنان، الهندسة، نظم المعلومات، الحقوق، الإدارة، المحاسبة، والتربية.
نشّط الجانب الثقافي والرياضي والفني، حيث نظّم مسابقات فكرية ورياضية على ملعب الفقيد سامي السليماني داخل المدرسة وعلى مستوى المديرية، كما شاركت فرق المدرسة في فعاليات خارجية.
أشرف على تكريم الطلاب المتفوقين بشكل دوري، ومن أبرز النجاحات تكريم طالبة في الصف التاسع لحصولها على المركز الأول على مستوى محافظة أبين.
شارك في تنفيذ دورات تدريبية وتأهيلية للمعلمين في مديريات رصد وسرار والوضيع، كما درّب كوادر تعليمية في مواد اللغة العربية والرياضيات عبر برامج تنشيطية أبرزها دورة التعليم التعويضي والقراءة الإثرائية.
حصل عام 2013م على قرار وزاري كموجه رسمي ضمن فريق التوجيه بمكتب التربية بعد اجتيازه الامتحان المركزي في التخصص والثقافة العامة.
نظم بالتعاون مع جهات رسمية ومجتمعية ندوات توعوية حول مخاطر المخدرات داخل الثانوية، بمشاركة محاضرين من جامعة عدن والحزام الأمني وجمعيات شبابية.
التكريمات والجوائز
نال الأستاذ مشهور العديد من شهادات الشكر والتقدير من إدارات المدارس ومكتب التربية والتعليم بمديرية رصد ومحافظة أبين.
كما كُرّم من قبل منتدى القارة التربوي في أكثر من مناسبة، وحصل على دروع وشهادات تقدير من لجان رياضية وثقافية نظير دعمه المتواصل للأنشطة الطلابية.
إضافة إلى ذلك، حصدت ثانوية الشعب التي يقودها تكريمات متعددة لتميزها في الأداء وتحقيقها نجاحات تعليمية بارزة.
ختاماً
يُجسّد الأستاذ مشهور صالح عاطف يحيى السعدي نموذج المربي القائد والمخلص الذي كرّس حياته للتعليم في يافع رصد، محافظاً على استقرار العملية التعليمية وتحقيق التفوق العلمي لطلاب المنطقة. مسيرته الغنية بالإنجازات التعليمية والإدارية تمثل قدوة حقيقية للأجيال القادمة في الالتزام، والاجتهاد، وخدمة المجتمع بالعلم والعمل والإخلاص.