أوجاع العيد بين تأخير المرتبات وانهيار الواقع الخدمي والاقتصادي
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يعيش الموظفون المدنيون والعسكريون والأمنيون في عدن والمحافظات المحررة أوضاعًا معيشية مأساوية نتيجة تأخير صرف مرتباتهم لأكثر من شهرين، ومع غياب أي توضيح رسمي أو حلول عاجلة، تتفاقم معاناة آلاف الأسر التي تعاني من العجز عن توفير احتياجات العيد الأساسية لأطفالها من ملابس وهدايا ووسائل فرح بسيطة.
يتحول العيد من مناسبة للفرح إلى عبء نفسي واقتصادي ثقيل على كاهل المواطنين الذين باتوا يقفون عاجزين أمام التزاماتهم اليومية.
إلى جانب أزمة المرتبات، يواجه المواطنون واقعًا مؤلمًا بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه، حيث تعاني معظم المناطق من ساعات انطفاء طويلة تتجاوز 18 ساعة يوميًا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من المعاناة، وانعدام الخدمات الأساسية بهذا الشكل لا يليق بمدينة بحجم عدن والمحافظات المحررة التي يفترض أن تنعم باستقرار نسبي بعد سنوات من الصراع.
كما يشهد السوق المحلي ارتفاعًا جنونيًا في أسعار المواد الغذائية، مما يزيد من الضغط على الأسر ذات الدخل المحدود، فقد تضاعفت أسعار اللحوم والخضروات، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى الذي يتطلب نفقات إضافية تتعلق بالأضاحي ومستلزمات الضيافة، وهو ما يجعل الكثير من العائلات عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من حاجياتها.
الأزمة لا تقتصر على الأسعار فقط، بل تمتد إلى الانهيار الحاد في سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين، وهذا الانهيار المستمر للعملة يفاقم من فشل السياسات الاقتصادية ويزيد من فجوة الفقر والاحتياج لدى عامة الشعب، دون أي تدخلات ملموسة من الجهات المعنية لوضع حد لهذا التدهور.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يتساءل المواطنون، إلى متى سيستمر هذا الإهمال؟ ومتى تتحمل الجهات الحكومية مسؤولياتها تجاه الناس الذين لم يعد لديهم سوى الدعاء لعلّ الأمل يُبعث من جديد؟ إن تأخير المرتبات، وغياب الخدمات، وارتفاع الأسعار، ليست مجرد أزمات اقتصادية، بل جراح مفتوحة تنهك كرامة الإنسان وتهدد نسيج المجتمع برمته.