الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر.. والأهداف النبيلة التي لم تستكمل
تأتي الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر والوطن يعيش ظروفاً مأساوية نتيجة الحرب المدمرة والانقلاب على مبادئ ثورتي 26سبتمبر و14 اكتوبر ولعلنا نسأل أنفسنا نحن جيل العقد السادس والسابع من العمر والذين كنا نسمع من ثوار تلك الثورة المجيدة من قمم جبال ردفان الشماء ولم نكن إلا أطفالاً يحذونا الأمل في أن تنبعث وتتفجر براكين التغيير والحياة الكريمة لعامة الشعب والتحرر من الاستعمار البريطاني البغيض.
أين نحن اليوم من أحلام أولئك الثوار الذين حملوا على أكتافهم أمانة التحرير وتخيلوا وطناً تتحقق فيه الكرامة والإنسانية وطناً يكون فيه المواطن سيداً في أرضه حراً في قراره مكرماً في معيشته.
الشهيد راجح غالب بن لبوزة وأقرانه لم يحملوا السلاح من أجل سلطة أو منصب بل من أجل فجر جديد يشرق على كل قرية ومدينة على كل طفل وامرأة وشيخ وشاب متطلع لغد أفضل يسوده العدل الاجتماعي والحكم الرشيد كون ثوار 14 أكتوبر تتداعوا من كل محافظة جنوبية وبشكل طوعي وكانت حالة عامة ثورية المبدأ والهدف ولم تكن مناطقية الهواء والانتماء بل كانت روحاً وطنية خالصة.
لكننا اليوم نقف أمام مرآة التاريخ لنقول أين نحن من وعد العدالة الاجتماعية أين نحن من حلم التعليم الذي يحرر العقول أين نحن من الصحة التي كانت حقاً لكل مواطن أين نحن من الوحدة الوطنية وعدم الاقصى والمواطنة المتساوية التي ضحى من أجلها الآلاف.
الثورة لم تكن مجرد حدث تاريخي بل كانت عهداً بين الأجيال عهد على الجيل الجديد أن يحمل الأمانة ويواصل المسيرة إن استكمال أهداف الثورة مسؤوليتنا جميعاً فلنواصل بناء ما تهدم ولنعيد إحياء أحلام أولئك الرجال الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل أن نعيش نحن بكرامة ولعلني اتذكر عبارة اكثر من رائعة قالها المناضل الاستاذ علي صالح غرامة رحمه الله وكان قياديا تربويا بوزارة التربية والتعليم وقال عبارته المشهورة ستلعنا الاجيال القادمة اذا لم تكن اهداف ثورة 14 اكتوبر من اجلهم.
فالذكرى ليست استحضاراً للماضي فقط بل هي تجديد للعهد وإعادة إحياء للأمل وتذكير بأن الطريق ما زال طويلاً وأن الواجب ما زال ملقى على عاتقنا جميعاً.
لنكن عند مستوى المسؤولية فلعل في إصرارنا اليوم تجديداً لروح أولئك الثوار وإكمالاً لما بدأوه من أجل وطن الحرية والكرامة.