كل استعمار إلى الزوال ما دامت ردفان
لم تكن ردفان مجرد أرضٍ جبلية...ولا محيطٌ جغرافي... ولم تكن يومًا تعبر عن نفسها؛ بل كانت أول شعلة ثائرة، ولن تكون قط آخر الوهج. ردفان كانت صوتُ الجنوب المكبوت لعقود طويلة، صوتٌ لم تستطع امبراطوية لم تغب عنها الشمس آنذاك من ابقاءه حبيس اكباد الجنوبيين... ها هو ذا بطل كل الحكايات، الشهيد راجح بن غالب لبوزة الذي أخذ على عاتقه إطلاق أول صرخة نارية في سبيل استعادة النور من عين الشمس.
وبعد اثنان وستون عامًا من التحرر من بريطانيا العظمى... تواصل مواكب النور تشييع جثامين كل مارق أثيم... تسول له نفسه خلسة في دهاليس فكره العفن أنه يستطيع إسقاط مشعل النور الذي ابتدأ منذ اثنان وستون عامًا... هاهي مواكب النور تتدفق حبًا وكرامة نحو الضالع الضليع في صنع المعجزات... فلنُقم مراسمَ التشييع لكل من يظن أن رؤوسنا تنحني... ومبادئنا تهتز... وكرامتنا تقبل القسمة على اثنين.
ولتهنئ يا وطني بأيام خالدات... ولتنتظر يا وطني مثلها وأكثر.
اكتوبر مجيد... لكل ربوع وطني الجنوبي الحبيب.