تهدئة غزة... بداية اشتعال المنطقة

في مشهدٍ سياسي متسارع ، قررت الولايات المتحدة الأميركية مؤخرًا إيقاف الحرب في غزة، والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن طالت العملية أكثر مما خُطِّط لها، واستنزفت طاقة المعسكر الصهيوأميركي، الرضوخ للمفاوضات.

‏‎حروب ما بعد غزة؛
تشير المؤشرات السياسية والعسكرية إلى أن المرحلة القادمة ستكون الأخطر منذ عقود، إذ يُتوقّع أن تمتد شرارة الصراعات لتشمل إيران واليمن ولبنان وسوريا، ضمن خطة امريكية تهدف إلى محاصرة إيران وحلفائها في المنطقة وإضعاف نفوذهم المتنامي. هذه الحروب لن تكون منفصلة، بل مترابطة في مسرح عمليات واسعٍ يمتد من الخليج إلى المتوسط.

‏‎حروب الممرات؛
أهداف واشنطن لا تتوقف عند حدود الجغرافيا السياسية، بل تتعمّق أكثر لتصل إلى السيطرة على الممرات المائية الحيوية في الشرق الأوسط وخارجة.
من مضيق هرمز إلى باب المندب، مرورًا بـ جبل علي ثم ممر ترامب في أذربيجان، وممر ملقا (بحر الصين الجنوبي). تسعى الولايات المتحدة لضمان هيمنتها على خطوط الطاقة والتجارة العالمية.


ولا يتوقف الطموح الأميركي هنا؛
فالتوجهات الأخيرة تشير إلى نية واشنطن التوسع نحو أميركا اللاتينية، وخاصة فنزويلا، للسيطرة على مضيق بنما، أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
كما تبرز احتمالية ضم جزيرة غرينلاند الدنماركية لتأمين موقع استراتيجي يمنحها نفوذًا واسعًا على حركة التجارة والطاقة بين القارات.

‏‎خفايا اجتماع ألاسكا؛
شهدت ألاسكا لقاءً مثيرًا جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
خلال اللقاء، حاول ترامب إقناع بوتين بعدم تدخل واشنطن للدفاع عن أراضي إستونيا_ لاتفيا_ وليتوانيا, في حالة هجوم روسي عليها، مقابل عدم تدخل روسيا في الضربات الأميركية المقبلة ضد إيران وفنزويلا.
اللافت بعد هذا اللقاء أن ترامب عقد اجتماعًا مع قادة دول الناتو في البيت الأبيض مرتين، بدون اشراك قادة الدول الثلاث المذكورة، والتي نشرت صحفها مؤخرًا اتهامات لواشنطن بخيانتها، ما يعزز الشكوك حول تفاهم خفي بين واشنطن وموسكو يعيد ترتيب أولويات الصراع في أوروبا.

‏‎عدم ثقة متبادل؛
يبدو أن روسيا لها مخاوف من نوايا أميركا وغدرها، بل ولها اعتراضات مهمة، خصوصًا بعد أن حذّرت موسكو واشنطن بأن غزو جزيرة غرينلاند سيُعتبر تهديدًا مباشرًا لروسيا.
تحذيرٌ واضحٌ، يعكس هشاشة التفاهمات بين القوتين، ويجعل التطورات القادمة مفتوحة على كل الاحتمالات.

‏‎من غزة إلى الصين؛
وبينما تُشغَل روسيا بجبهتها الأوروبية، وواشنطن في مطامعها في الشرق الأوسط وخارجه،
تبقى الصين، التي تراقب المشهد بحذر، وقد تنتهز فرصة انشغال أميركا وتقدم على غزو تايوان، في خطوةٍ قد تشعل الشرارة الكبرى لاندلاع الحرب العالمية الجديدة.

‏‎اجتماع الجنرالات؛
في إطار التحضير لهذه المرحلة الحساسة، عقد ترامب اجتماعًا غير مسبوقٍ جمع أكثر من 800 جنرال أميركي من مختلف القواعد العسكرية حول العالم، خطوة فُسرت بأنها إشارة واضحة على استعداد عسكري واسع النطاق، وتحرك استراتيجي نحو مرحلة صدام جديدة ستغير خريطة العالم.