المناضل عبدالله محمد حفيظ وبسالة لا تنسى في ثورة 14 أكتوبر

منذ انطلاق ثورة 14 أكتوبر الوطنية التحررية عام 1963م، كانت مدينة تعز قاعدة خلفية استراتيجية للثورة لما تتمتع به من موقع جغرافي مميز وأجواء حاضنة للنشاط الوطني وقد تحولت تعز إلى مدرسة وطنية لتدريب وتخريج كوادر جيش التحرير والفدائيين لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى، ولعبت دوراً محوريًا في دعم الثورة من خلال الإمداد البشري والعسكري المتواصل.

وفي هذا السياق يبرز اسم والدي المناضل عبدالله محمد حفيظ مواليد مديرية لودر، كأحد أبرز الأبطال الذين سطروا أروع ملاحم الشجاعة والبسالة في سبيل الوطن فقد كان منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة، مثالاً على الإخلاص والوفاء الوطني، حيث التحق مع زملائه المتطوعين بمعسكرات التدريب في تعز، لتلقي التدريبات العسكرية المكثفة على القتال الفدائي وتنظيم العمليات ضد الاحتلال البريطاني.

انضم والدي المناضل عبدالله محمد حفيظ ضمن الدفعات الأولى التي وصلت إلى معسكرات التدريب في يونيو 1964م، حيث أصبح جزءاً من القوة الوطنية المؤهلة للقيام بالمهام الميدانية في عدن والأرياف الجنوبية وقد تميز بقدرته على التحمل والصبر والشجاعة في الميدان، متحديًا المخاطر ومتسلحًا بالإيمان بقضية وطنه، ليكون رمزًا للوفاء والالتزام بثورة أكتوبر.

كان المناضل عبدالله محمد حفيظ جزءًا من التنظيمات العسكرية للجبهة القومية في الداخل، التي كانت تختار العناصر المؤهلة لإرسالها إلى مكتب الجبهة في تعز، ومن ثم إلى المعسكرات للتدريب قبل العودة إلى مناطق المواجهة ليشارك في العمليات الفدائية والنضالية في مختلف جبهات الجنوب، وهو ما يوضح مدى تضحياته وإسهاماته المباشرة في تحقيق أهداف الثورة الوطنية التحررية.

لقد ترك والدي أثرًا خالدًا بين زملائه وسطر مع رفاقه أروع صفحات البطولة، إذ جسّد معنى التضحية من أجل الوطن والحرية والاستقلال وكان مثالًا يحتذى به لكل أبناء الجنوب واليمن كله.

إن ذكرى ثورة 14 أكتوبر تظل حيّة في الذاكرة الوطنية، ومعها تبقى أسماء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الوطن، ومن بينهم المناضل عبدالله محمد حفيظ، الذي سيظل اسمه مضيئًا في صفحات التاريخ الوطني رمزًا للبسالة والوفاء والانتماء الصادق لوطنه.