النجاح في الجنوب.. شرطان لكسر دائرة الفشل
بقلم د. مرسي أحمد عبدالله
إن ما يتمناه كل مواطن جنوبي هو أن تنجح قياداته في بناء الدولة ، وإحداث إنجازات واقعية تنقذ الشعب من الانهيار الخدمي . لكن هذا التمني لن يتحقق ما لم تتخذ القيادات الحالية قراراً جراحياً بترك المنهجيات الفاشلة وتبني الكفاءة .
لتحويل رغبة الشعب في النجاح إلى واقع ملموس ، يجب الالتزام بـشرطين حاسمين :
الشرط الأول : القضاء على الأيديولوجيا في الإدارة
يجب على القيادات الجنوبية إلغاء قدسية كل الأيديولوجيات والنصوص التاريخية التي ثبت فشلها . يكفي ما استهلكته الشعارات القومية والمناطقية من طاقات وموارد .
على القيادة السياسية أن تتفرغ لـصناعة قرارها السياسي ، بينما تُسلّم إدارة الدولة والخدمات والموارد بالكامل إلى تكنوقراط مستقلين وكفؤين . لا يجب أن يدير السياسي الأيديولوجي محطة الكهرباء أو الميناء ، لأن هذا يضمن تسييس الخدمة وانهيارها .
الشرط الثاني : بناء الشرعية على الإنجاز وليس الصراع
يجب أن تتغير قواعد اللعبة : بدلاً من اكتساب الشرعية عبر تصفية الخصوم (كما حدث في الماضي) ، يجب أن تُكتسب الشرعية عبر الإنجاز الملموس .
يجب أن يصبح معيار النجاح الوحيد هو : الكهرباء المستدامة ، والرواتب المنتظمة ، والتعليم الجيد . أي فشل في هذه المعايير يجب أن يُقابل بـمحاسبة إدارية صارمة ، بعيداً عن أعذار المؤامرة أو الصراع .
الخلاصة : إن النجاح ليس هدفاً خفياً ؛ بل هو قرار إداري بسيط . القيادة التي تضع الكفاءة فوق الولاء ، والخدمة فوق الصراع ، هي وحدها التي ستتمكن من الوفاء لتضحيات ثورة أكتوبر ، وإلا فإنها ستظل تحترق أمام شعبها ، مهما كانت قوة دعمها الخارجي .