خاطرة.... قلوب تشبه الديار

هناك قلوب لا نمر بها مرور العابرين..
 بل نسكنها كما يسكن الإنسان وطنه الأول. 
نألفها كما يألف الطفل بيته الاول...
 ونحفظ تفاصيلها كما نحفظ نبضنا

وحين تضطرنا الحياة  للرحيل عنها 
نشعر وكأننا نغادر جزءا من أنفسنا..
 وكأننا نترك خلفنا وطنا لا يعوض...
أن تترك قلبا كان بالامس... يعني لك كل الحياة.
 قلبا احتواك منحنك الطمأنينة.. 
بل كان يمثل لك الكون باسره من دفء وأمان...

تحت ظروف كانت  أقوى من رغبة
 تجبرك  للمغادرة دون امل للعودة... 
هنا لا بد أن تغادر بأدب... 
بعرفان لا يُنسى....
 وبذاكرة تحفظ الجميل... 
 وتحمل الذكريات كما تحمل الأمتعة..

 أرحل... دون أن تكسر نوافذ القلوب
 أو ان تخدش جدران الود التي احتضنتك يوما
وأترك كل شيء كما وجدته، بنفس الترتيب وبنفس السلام... 
ثم أغلق الباب بهدوء كأنك ستعود إليه آخر النهار كما الفته كل يوم... رغم يقينك أنك لن تطرقه مرة أخرى.

فالقلوب التي تحب مستحيل ان تنسى من مر بها بلطف..
ولا تشيخ ذاكرتها مهما تغير سكانها.
 تبقى فيها رائحة من أحببته...
  وحنين اللحظات الجميلة...
 وذوق من حافظ على سلامتها.

ارحل....بقلب منكسر...
ولكن بصمت يليق بمن أحببته.. 
فبعض القلوب لا تودع.. 
بل تظل تنتظر في ذاكرة الشعور
 كأن سكانها لم يغادرها قط.

فهد العكمة.. الثلاثاء 14 اكتوبر 2025