الشيخ الأستاذ عفيف العمودي.. شخصية تربوية وقبلية بارزة في يافع
في إطار سلسلة شخصيات تربوية بارزة يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين، نسلط الضوء اليوم على الشيخ الأستاذ عفيف عمر عبدالله العمودي، شخصية تربوية واجتماعية وقبلية متميزة، أسهمت بإخلاص في مسيرة التعليم والعمل الاجتماعي في مديرية رصد ويافع بشكل عام.
الميلاد والنشأة
وُلد الشيخ عفيف العمودي في 8 فبراير 1959م في منطقة رصد (عمدات) القارة/ يافع/ أبين. التحق بالمعلامة (الكتاتيب) لتعليم القرآن الكريم عام 1966م في قرية وعلان على يد الفقيه محمد علي عبدالكريم الوعلاني، بعد عودته من دولة قطر. استمر في التعلم عامين حتى أتم حفظ القرآن الكريم مرتين وأجاد الكتابة، كما تعلم أساسيات الحساب والعلوم وفق المناهج التي أعدها الفقيه بأسلوبه الخاص.
خلال فترة تعلمه في المعلامة، شارك الطلاب في عروض رياضية مثل الجمباز في قلعة القارة، ضمن أول احتفالات أقيمت بعد الاستقلال الوطني نوفمبر 1967م. وفي العام الدراسي 1968/1969م، التحق بالدراسة النظامية في مدرسة العدنه، حيث تم فرزه للصف الثاني ضمن مجموعة من الطلاب المبرزين في الدراسة والأنشطة المدرسية. وتمت ترقيته لاحقاً إلى صف أعلى مع زملائه علي عبدالله عبدالرحيم وعبدالحكيم ناصر عبدالله وحسين محمد عاطف الطسوي.
أكمل مرحلة التعليم الابتدائي في العام الدراسي 1973/1974م، والتحق بالأعدادية عام 1974/1975م، حيث شارك في العديد من الأنشطة الشبابية والتدريبات العسكرية والمبادرات المجتمعية، بما في ذلك تدريس صفوف محو الأمية للنساء والرجال، والمخيم الصيفي لاتحاد الشباب في أبين عام 1976م، وحصل خلالها على شهادات تقديرية ورسائل شكر، مكسباً احترام وتقدير الطلاب والمعلمين والأهالي.
التوظيف والعمل التربوي
كان الأستاذ عفيف ضمن الدفعة التي تم إلزامها بالتوظيف نتيجة نقص المعلمين في مكتب الإشراف التربوي رصد، حينها كان الأستاذ عبدالله محمد الحكمي رئيس الإشراف التربوي، وتم تعيينه مديراً لمدرسة القارة 14 مايو بتاريخ 24 سبتمبر 1977م، حيث شملت المدرسة الصفوف الأول والرابع والخامس بعدد طلاب 40 ذكور + 33 إناث، وأربعة معلمين. التحق بأول دورة تدريبية لمناهج السلم التعليمي الحديث نظام ثمان سنوات تخصص رياضيات.
بعد ذلك، انتقل للعمل في مدرسة طسه سباح، حيث كان الأستاذ عبدالقوي علي محسن مديراً للمدرسة، وهو نائب المدير، ثم انتقل إلى مدرسة العدنه، حيث تولى مهام نائب المدير والمسؤول المالي، واستمر بتدريس المواد التخصصية، تحت إدارة عدد من المدراء المتميزين، وكان نموذجاً في العمل الإداري والتدريسي، وحظي باحترام وتقدير الطلاب والمعلمين والأهالي.
واصل تأهيله الأكاديمي وحصل على دبلوم دار المعلمين عام 1990م، ثم مديراً لمدرسة الحكمي عام 1990/1991م، والتي بلغ عدد طلابها 484 طالباً، مع 33 معلماً. كما التحق بالمدرسة طلاب من الصفين السابع والثامن من مركز سباح وسرار بسبب نقص المعلمين، مع فتح قسم داخلي خاص بالطلاب، حيث تجاوز عددهم من 80 إلى 100 طالب. واستمر في إدارة مدرسة الحكمي لمدة 13 عاماً، مقدماً نموذجاً في الدمج بين الإدارة المدرسية والتدريس، ومتابعاً كافة التطورات التعليمية. حصل على العديد من شهادات التقدير من المدارس ومكتب الإشراف التربوي، إضافة إلى تكريم مركزي بمناسبة يوم المعلم في كل من أبين وصنعاء، كما حصل على عدد من الشهادات من مدارس المديرية، وكان له آراء وأفكار بنّاءة خلال الاجتماعات واللقاءات التي نظمها مكتب التربية والتعليم، وكذلك خلال الزيارات التوجيهية.
في عام 2003م تحصل الاستاذ عفيف العمودي على دبلوم معهد المعلمين بمديرية مودية محافظة أبين التأهيل عن بُعد، ثم تم نقله للعمل في مكتب التربية والتعليم رصد رئيساً لقسم التوجيه والاختبارات والتقويم، حيث شارك في العديد من الدورات التدريبية في المناهج والتخطيط والمهارات التربوية والإدارة والتوجيه، ليواصل جهوده وإسهاماته المتميزة في تطوير التعليم.
الجوانب الاجتماعية
على الصعيد الاجتماعي، أسهم الشيخ عفيف العمودي في تأسيس لجان الدفاع الشعبي، وكان له دور فعال في حل كثير من القضايا المتعلقة بالأراضي. وباعتباره شيخ مشايخ مكتب السعدي، لعب دوراً بارزاً في حل كثير من النزاعات والمشاكل داخل القبيلة والمنطقة ومديريات يافع والوطن بشكل عام، وأسهم في إصلاح ذات البين بين المتخاصمين، مما أكسبه احترام وتقدير الأهالي. ويُعد من الشخصيات المؤثرة اجتماعياً وقبلياً في يافع، حيث تربطه علاقات واسعة على مستوى المديرية والمحافظة. وقد تم أختياره عضواً في مجلس يافع الأهلي من قبل السلطان المرحوم فضل محمد عيدروس العفيفي.
التقاعد والحياة الحالية
أحيل الشيخ الأستاذ عفيف العمودي إلى التقاعد عام 2012م براتب شهري متواضع، بعد أن قضى 35 عاماً في خدمة التعليم والعمل الميداني. ورغم ذلك، لا يزال يمارس مهامه في مكتب التربية والتعليم رصد كرئيس لقسم الاختبارات، ويواصل تقديم خبراته وإسهاماته في تطوير العملية التعليمية.
الخاتمة
يظل الشيخ الأستاذ عفيف عمر عبدالله العمودي مثالاً للتفاني والإخلاص في العمل التربوي والاجتماعي، وشخصية يُحتذى بها في يافع، محققاً بصمات واضحة في مسيرة التعليم وخدمة المجتمع. نتمنى له موفور الصحة والسعادة، وأن تستمر مسيرته في العطاء والإلهام للأجيال القادمة.