دموع مهند. صرخة شرف خلف القضبان.
بقلم: علي هادي الأصحري
في زاوية مظلمة من هذا الوطن المتعب تختبئ قصة ليست كباقي القصص.
قصة طفل لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، يُدعى مهند السعيد من محافظة ريمة.
طفل، لكنه كان رجلاً بما يكفي ليكون هو العائل الوحيد لأسرته يتسلق الجبال يوماً بعد يوم، ويكافح من أجل لقمة شريفة في زمن لم يعد يعرف الشرف.
قرر مهند أن يشق طريقه نحو صنعاء بحثاً عن عمل يسد به رمق إخوته الجائعين.
وصل منهكاً وبدأ يطرق أبواب المطاعم إلى أن وجد من وعده بفرصة بسيطة في بوفيه ففرح بها فرحاً يُبكي الحجر.
لكنه لم يكن يعلم أن يداً خبيثة تنتظره لا لتمد له رزقاً بل لتمتد نحو شرفه.
استدعاه صاحب العمل إلى غرفته الخاصة وما إن دخل حتى أغلق الباب خلفه
عرضاً قذرًا، وابتزازاً بشعاً هزّ كيان طفل لا يعرف إلا الكرامة وتهديد بالحرمان إن لم يرضخ.
لكن مهند قال لا لا بوجه الوحش لا بوجه من ظن أنه ضعيف.
وحين حاول المجرم تنفيذ جريمته بالقوة، دافع الطفل عن نفسه بما وجده أمامه
طعنة واحدة، دفاع عن الشرف لكنها كانت قاتلة.
هرب الطفل وهو لا يدري إلى أين وانتهى به المطاف خلف القضبان لا كمجرم بل كضحية.
الآن، بعد عام من الألم، ووسط صمت المجتمع والجهات، يُحكم عليه بالإعدام
أي عدل هذا؟
أي قانون يُعاقب من دافع عن جسده وكرامته؟
أين الرحمة؟ أين الإنسانية؟
أنقذوا مهند قبل أن تُعدم براءتنا جميعاً.
هو لا يحتاج عفواً بل إنصافًا.
لا يحتاج شفقة بل عدلاً.
صوتنا اليوم من أجلك يا مهند.
صرختك لن تُدفن في صمت السجون.
ستكون بداية لقانون يحمي الضعفاء، لا يُجهز عليهم.