الإمارات العربية المتحدة ودورها الفعّال في الجنوب.. جهود استراتيجية للقضاء على الحوثي والقاعدة.

بقلم - فضل القطيبي 

في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، برز الدور الإماراتي في جنوب اليمن كأحد أهم الأدوار العربية الفاعلة في مكافحة الإرهاب والتصدي للمليشيات الحوثية التي تهدد استقرار البلاد والمنطقة بأكملها. 

وقد جاءت هذه الجهود ثمرةً لرؤية حكيمة وانطلاقاً من السياسة الثابتة التي أرساها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تقوم على نصرة الأشقاء ودعم الأمن العربي والإقليمي، ومواجهة الفكر المتطرف أينما وجد.

منذ انطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عام 2015، اضطلعت الإمارات بدور محوري في الجنوب اليمني، وأسهمت بشكل فاعل في تأمين المدن والموانئ الاستراتيجية وإعادة الحياة إليها بعد سنوات من الفوضى. 

وقدمت دعماً عسكرياً مباشراً للقوات المحلية عبر تدريب وتجهيز وحدات أمنية وعسكرية متخصصة مثل قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والحضرمية وقوات العمالقة الجنوبية ، التي لعبت دوراً حاسماً في دحر تنظيم القاعدة من معاقله في حضرموت وأبين وشبوة ودحر الحوثي حتى أن وصلت قوات العمالقة الجنوبية على مشارف الحديدة.

وبفضل هذا الدعم المتواصل، شهد الجنوب إنجازات أمنية كبيرة، حيث تم تفكيك شبكات إرهابية خطيرة وتجفيف منابع تمويلها، كما ساهمت الجهود الاستخباراتية الإماراتية في إحباط العديد من المخططات الإرهابية، ما جعل الجنوب نموذجاً للأمن مقارنة بمناطق أخرى في اليمن. 

ولم يقتصر الدور الإماراتي على مكافحة الإرهاب فحسب، بل امتد ليشمل مواجهة المليشيات الحوثية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة. 

وقد شاركت القوات الإماراتية بفعالية في تحرير عدد من المحافظات من قبضة الحوثيين وتأمين الممرات البحرية الحيوية، خصوصاً مضيق باب المندب، لضمان حرية الملاحة الدولية وحماية التجارة العالمية.

وفي موازاة الجهد العسكري، حرصت الإمارات على مدّ يد العون الإنساني للشعب اليمني، مقدّمةً مليارات الدراهم من المساعدات الإغاثية والتنموية، شملت مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس وتوفير الخدمات الأساسية، مما ساهم في تخفيف معاناة السكان وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الجنوب. هذه الرؤية المتكاملة التي تجمع بين الأمن والتنمية تعكس النهج الإنساني والحكيم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يؤمن بأن أمن المنطقة لا يتحقق إلا بتحسين حياة الإنسان وخلق بيئة مستقرة وآمنة.

لقد أثبتت التجربة الإماراتية في الجنوب اليمني أن مكافحة الإرهاب والتطرف لا يمكن أن تنجح دون رؤية استراتيجية تجمع بين الحزم العسكري والدعم الإنساني. وبفضل القيادة الرشيدة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تمكنت دولة الإمارات من أن تكون ركيزة أساسية في دعم الاستقرار الإقليمي وإرساء نموذج عربي ناجح في مواجهة التحديات والتهديدات العابرة للحدود، لتظل الإمارات عنواناً للوفاء والعطاء وصون الأمن العربي.