الخلطات العشبية دون استشار طبية أو رقابة صحية.
بقلم: موسى المليكي.
يشهد مجتمعنا في السنوات الأخيرة انتشارًا متزايد لاستخدام الخلطات العشبية، مدفوعة بمفاهيم خاطئة مثل أن “كل ما هو طبيعي آمن” أو أن الأعشاب قادرة على علاج جميع الأمراض”. إلى جانب تأثير الموروث الشعبي والدعاية اللامسؤولة، أسهم في زيادة انتشار استخدام الخلطات العشبية دون استشارة طبية أو رقابة صحية. المشكلة الأخطر تكمن في أن بعض مروجي الطب الشعبي والعطارين يقومون بإعداد خلطات عشبية عشوائية , دون أي دليل علمي للمواد الفعالة وتراكيزها في الخلطات العشبية وبيعها بادعاءات علاج العديد من الأمراض , كما أن بعضهم يلجأ إلى خلط الأعشاب بأدوية صيدلانية لإحداث تأثير سريع، ثم تُسوّق هذه المنتجات على أنها “طبيعية بالكامل”، ما يشكّل خطرًا حقيقيًا على صحة المرضى .
تشير دراسات سريرية متعددة إلى أن الاستخدام العشوائي للخلطات العشبية يمكن أن يؤدي إلى تسمم الكبد والكلى، واضطرابات في تخثر الدم، وتداخلات مع أدوية المريض . فقد نشرت مجلة Journal of Clinical Pharmacology (2020) دراسة أوضحت أن أكثر من 25% من حالات فشل الكبد كانت مرتبطة بمنتجات عشبية غير مرخصة. لذلك لابد يفهم الجميع ان المواد الطبيعية قد تكون سامة أو مضرة بجرعات معينة أو في حالات مرضية محددة.
ويزداد خطرها عند تناولها دون إشراف طبي أو مع أدوية أخرى ومن هذا المنطلق، من الضروري أن يدار استخدام الأعشاب ضمن إطار الطب المبني على الدليل العلمي، وتحت إشراف مختصين مؤهلين، وأن يُمنع بيع الخلطات المجهولة أو الادعاءات الطبية غير الموثقة.


