ليس هناك ثمَة وجه للمقارنة بين المرحوم بن ناهية والطاهري

"إن أعلى مراتب الأخلاق التي يمكن أن يتميز بها الإنسان المحترم تكمن في التواضع، الذي يرفع صاحبه إلى أعلى الدرجات. هذا التواضع جعلني أتذكر ذلك الرجل المحترم المتواضع، صاحب الأخلاق الرفيعة، المرحوم عبدالله عوض بن ناهية، المسؤول المالي لقطاع الرعاية الصحية الأولية.

فكل من اتصل به من مديري الصحة في المحافظة أو المديرية، أو حتى عامل بسيط يستفسر عن أمر متعلق بعمله، يجده متجاوبًا ومتفاعلًا، وهاتفه النقال مفتوح في أي وقت، سواء أثناء الدوام أو خارجه. نقولها بكل صدق: رحمك الله يا أبا عوض.

ليس هناك وجه للمقارنة أبدًا بينك وبين ذلك المدير الذي تم تكليفه خلفًا لك، أحمد الطاهري، بعد وفاتك. فمنذ تولى ذلك المدير مهامه، لم يرد على أي اتصالات، رغم محاولاتنا المتكررة للاتصال به والتعريف عن أنفسنا عبر رسائل نصية وبيان صفتنا، دون أن يرد أو حتى يرد على استفساراتنا التي كنت تلتزم بالرد عليها.

وليس لنا مصلحة شخصية في توجيه هذا النقد، إنما بصفتي مديرًا لمكتب الصحة العامة والسكان بمديرية أحور، حاولت الاتصال به بداية للتعريف بنفسي دون أن أذكر طلبًا محددًا، ولم أتوقع أن يكون بهذا المستوى من التعالي.

نواجه مشكلة حقيقية مع عمال قسم التغذية العلاجية (TFC)، الذين يتساءلون عن مصير رواتبهم، حيث كان آخر صرف لهم عبر المحاسب السابق بن ناهية قبل وفاته المفاجئة بأسبوع. ومنذ ذلك الحين، لم يتم صرف الرواتب، ليس في أحور فقط، بل في جميع مديريات المناطق المحررة التي تعمل فيها أقسام TFC المدعومة من منظمة الصحة العالمية، ويتم صرفها بالتنسيق مع المدير المالي.

تعاني هذه المشكلة منذ ما يقارب 8 أشهر، وحاولنا مرارًا الاتصال بهذا الشخص، فمرة يكون الخط محولًا ومرة مغلقًا، ناهيك عن الرسائل الكثيرة التي أرسلناها دون أن يرد حتى بمجرد التحية. صمت مريب! من المذهل أن يتعامل هذا المدير بهذا الاستعلاء، ليس معنا فقط، فالجميع يعاني منه بنفس المشكلة.

نحن لا نعرفه شخصيًا، ويُقال إنه شاب صغير جدًا، وقد أدركنا أنه عندما تُمنح المسؤولية لشخص غير مؤهل، فإن أي ممارسة سلبية تجاه الناس تكون نتيجة طبيعية. نعرف مسؤولين كبارًا في هرم السلطة، في مختلف الوزارات، منهم وزيرنا المحترم ذو الأخلاق الرفيعة معالي وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح، وكذلك الوكلاء مثل المحترم المتواضع الدكتور علي الوليدي، وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية، الذي يقع ذلك المحاسب تحت إشرافه، نجد هؤلاء أكثر تواضعًا واحترامًا، ليس تجاهنا شخصيًا فحسب، بل تجاه الناس جميعًا، وأبوابهم مفتوحة للاستماع إلى الجميع.

هذه هي المسؤولية الحقيقية، التي توجب على صاحبها العمل لخدمة الناس وحل قضاياهم. أما من يُمنحون مناصب أكبر من قدراتهم، فيظنون أنهم أعلى من أن يسمعوا هموم الناس، وكأنما يقبعون في أبراج عاجية.

باسمي الشخصي ونيابة عن كل من تأذَّى من ممارسات ذلك المدير، نطالب معالي وزير الصحة العامة والسكان، وكذلك وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية، بإعادة النظر في ذلك التكليف."