سالم الحربي: صوت أدبي منسي في زمن الحرب والنسيان

سالم الحربي: صوت أدبي منسي في زمن الحرب والنسيان

(أبين الآن) كتب: محفوظ كرامة

الدكتور سالم عبدالله الحربي، أحد أبرز الأقلام الأدبية في محافظة أبين، هو نموذج للمبدع الذي يكتب بصمت ويصبر على التهميش، رغم امتلاكه رصيدًا غنيًا من الإنتاج الأدبي المتنوع بين الشعر والقصة والرواية. ورغم أن بعض دور النشر خارج اليمن بادرت إلى طباعة أعماله، إلا أن الأبواب ظلت موصدة أمامه في الداخل، كما يقول، نتيجة غياب الدعم من الجهات الثقافية الرسمية.

يواصل الحربي الكتابة بإصرار، متحديًا ظروف الحرب التي حرمته من راتبه لأكثر من ستة أشهر، شأنه شأن عشرات المدرسين الذين انتقلوا إلى محافظة البيضاء لتعليم أبنائهم، فوجدوا أنفسهم في مواجهة واقع معيشي قاسٍ دون أي تفاعل من الجهات المعنية.

في ديوانه "أحلام البساتين"، يصفه الدكتور رمضان الحضري، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي، بأنه من القلة الذين يدركون أهمية الكلمة في المجتمع، ويضيف أن نصوصه تنبع من آبار اليمن وتصب في سهوله ووديانه ، فتزهر وردا وتثمر حروفا ناضجة. ويؤكد أن أعماله تحتاج إلى دراسات فلسفية ونفسية واجتماعية متعددة، لما تحمله من دلالات عميقة تعكس الواقع العربي واليمني.

ومن أبرز نصوصه قصيدة "تنابلة"، التي تختزل واقعًا مريرًا يعيشه المواطن اليمني، يقول فيها:

على جسدي الهزيل، الجائع، العاري
تراقصوا بنزق، أيها التنابلة، سيئو السمعة
غايتكم سلب ما تبقى من عافيتي الهشة وكرامتي المهدورة
أيها الجهلة، الفجرة، تمتصون على مهل دمي
بتلذذ وسادية المتعة، قطرة قطرة
الأمر برمته ليس كما تظنون، يا سادة
شطارة؟ فهلوة؟ ربما انتهازية؟ ربما قمة الحمق؟
الأمر جد خطير، له تبعاته ومخاطره
مغامرتكم الدنيئة ستدمر مستقبل أجيال قادمة تنتظره

يمتلك الدكتور الحربي أكثر من 23 مجموعة شعرية ونثرية لم تُطبع بعد، بالإضافة إلى قرابة 50 قصة قصيرة، و5 روايات هي:

- اليعربي في بلاد العيجان
- حبيب وحبيبة
- عومران
- ودي الكوكا

أما أعماله المطبوعة، فتشمل:

- "خواطر أبينية": تضم 11 مجموعة شعرية ونثرية، طُبعت في مطابع جامعة الدول العربية بدعم من السفير الدكتور علي صالح موسى عام 2020.
- "أحلام البساتين": أعيد طبعها عام 2023 في دار المدينة المنورة للطباعة والنشر والتوزيع، على نفقته الشخصية، وبإشراف الدكتور رمضان الحضري، وشاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

الدكتور سالم الحربي اليوم بحاجة إلى دعم حقيقي من الجهات الثقافية اليمنية والعربية، لطباعة أعماله وتقديمها للجمهور، لما تحمله من قيمة أدبية وإنسانية تعكس نبض المجتمع اليمني والعربي في زمن الحرب والخذلان.