اتبحثون عن "الإرهاب" و"الخيانة"؟ ابحثوا عنهما خارج أبين

أبين السَّيف والبُنْيان والشَّمَم .. لِمن يجهلون أو يتجاهلون.. لِمن يطلقون الأوصاف جزافاً كالسهام في ظلام.. نقولها بصوتٍ يملأ السهول والجبال، أبين ليست "محافظة" عابرة.. أبين ظاهرة تاريخية، وهيبة قبلية، ومشروع وطني .. أبين ليست سؤالاً يُطرح.. بل هي جوابٌ على كل من تسوِّل له نفسه النيل من عِظمَة اليمن.

أبين هي حصن اليمن المنيع، ومربط الفرس الأخير، ومَعلَم الشهامة الأصيل. فقبل أن تُختزل في شتائم الجاهلين، كانت ومازالت مَصنع الأبطال ومَهد القادة..أبين الحصون والقلاع هي من حَمَت الجنوب من براثن الغزاة، وقاومت الاستعمار بصدور عارية، وعلَّمت الأجيال أن "العار أهون من النار". فكيف يُتهم أهلها بالارتزاق ومَن سقوا ترابها بدماء شهدائهم؟

أبين التاريخ والعز فهي ليست مجرد محافظة،بل هي تاريخ ناطق وعزٌّ شامخ ماشٍ على قدمين بقبائلها الأصيلة الشجاعة المقدامة، التي لا تقبل الذل ولا الهوان. يحسب لها ألف حساب، ويُخشى جانبها، فهي من تَقلَب الموازين إن مسها أحد بسوء.

اعلم أن أبين مصنع الرجال لطالما كانت مِحَنًا للطامعين ومنبرًا للقادة والعظماء الذين أنجبتهم ولم تنجبه كثير من المحافظات، فمن رحم معانقتها للبحر وخوضها في السهول والوديان والجبال، خرج منها القادة سالمين ومحمد علي هيثم وعلي ناصر محمد، وعبدربه منصور هادي، ومحمد علي أحمد، وأحمد الميسري وجاعم صالح، وحسين عرب وعبداللطيف السيد وغيرهم من القيادات العظماء والمناضلين والثوار.. هؤلاء ليسوا أسماء عابرة، بل هم رجال صنعوا تاريخاً ولم يكتفوا بالمشاهدة، قادة شكلوا مسار اليمن الحديث بكل ما للكلمة من معنى.

أبين درع الوطن وسيفه وأبنائها دائماًفي مقدمة ميادين القتال، حاربوا المحتلين الغزاة قديماً .. أبين سيف الوطن ضد الإرهاب، عندما جَرُؤت"القاعدة" على اليمن، واجتاحت أبين بأوامر سياسية كانت لودر وزنجبار وجعار والمحفد مقبرةً لهم. لم تكن معاركاً عابرة، بل كانت حرب وجود، وأبناء أبين قالوا كلمتهم: "هذا التراب حرٌ.. ولن يكون جنة لأعدائه". لقنت أبين الإرهاب دروساً دامية، حتى أُنهيَ عن بكرة أبيه. ولم تكتف أبين وأبنائها بذلك بل دحروا الحوثي من عدن ولا حقوه إلى كتاف، والحديدة، والى حدود مكيراس وفي الساحل الغربي. إنهم يحاربون أبين اليوم خوفاً منها، خوفاً من أن تقلب الموازين على من يتآمر على الوطن.

لمن لا يعرف أبين .. أبين العِزَّة والكرامة، نعم..أبين لا تقبل الانبطاح، ولا ترضى بالذِلَّة، وتَرفُض أن تكون ذيلاً لأحد. من يحاربها اليوم بأسماء مستعارة لا يحارب إلا لأنه يخاف من صحوتها، ويخشى أن تعيد ترتيب البيت الجنوبي واليمني كله. أبين ليست محافظة عادية،بل هي قلب الجنوب النابض وضمير اليمن الحي. أهل أبين أهل نضال لا يخنعون ليكونوا عبيداً، لأنهم أسياد هذا الوطن فمن ينظر إليها باستصغار، فإنما يستصغر من قامة اليمن كلها.

فإن كنتم تبحثون عن "الإرهاب" فابحثوا عنه في من يزرعونه بأيدي مرتزقة، وإن كنتم تبحثون عن "الخيانة" فابحثوا عنها في من يبيعون ضمائرهم بأثمان بخسة. فأبين ليست بحاجة لدفاعنا عنها.. فهي تدافع عن نفسها بسواعد أبنائها، وتكتب سطراً جديداً من المجد كل يوم. لكننا نقف هنا لنذكِّر الجاهلين والمتغافلين.

وفي الاخير نقول لمن أراد ان تُمْسَح أبين من الوجود .. أن أبين هي الحَكَم والشاهد، هي الأصل والمنبع، وهي التحدي والقدر. فمن أراد اختبار عزيمة اليمن.. فليختبر أبين.