خطوة محورية في المشروع النووي المصري..وعاء ضغط المفاعل يصل من روسيا بعد رحلة بحرية 20 يومًا
(أبين الآن) متابعات
وصول وعاء ضغط المفاعل إلى موقع محطة الضبعة النووية
الضبعة النووية تدخل مرحلة حاسمة: وصول وعاء ضغط المفاعل وبدء التركيب منتصف نوفمبر
شهد ميناء الضبعة التخصصي بموقع المحطة النووية بالضبعة لحظة مفصلية في مسيرة المشروع النووي المصري، مع وصول وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة النووية الأولى، أحد أهم وأعقد مكونات المحطة وأكثرها حساسية في منظومة الأمان النووي.
وأكدت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء أن وعاء ضغط المفاعل يمثل “القلب الصناعي” للمحطة النووية، حيث يضم في داخله قلب المفاعل الذي تتم فيه سلسلة التفاعلات النووية المتحكم بها لإنتاج الطاقة.
ويتميّز الوعاء بقدرته الفائقة على تحمّل الضغوط ودرجات الحرارة العالية، وبإحكامه التام ضد أي تسرب إشعاعي، مما يجعله الركيزة الأساسية للأمان التشغيلي واستدامة تشغيل الوحدة النووية.
وزنه أكثر من 330 طنًا
تم تصنيع الوعاء في مصنع «إيجورا» التابع للقسم الهندسي الميكانيكي في مؤسسة «روساتوم» الروسية، وهو من المنشآت الصناعية القليلة عالميًا القادرة على تنفيذ مثل هذه المكونات فائقة التعقيد، ويبلغ وزنه أكثر من 330 طنًا.
وشارك فريق من هيئة المحطات النووية المصرية بصفة المالك والمشغّل المستقبلي للمحطة في مراحل التفتيش الفني والتصنيع داخل المصنع الروسي، ضمانًا لتطبيق أعلى معايير الجودة والأمان النووي وفقًا لمواصفات الجيل الثالث المطوّر من المفاعلات الروسية VVER-1200 .
ووصل الوعاء إلى الضبعة بعد رحلة بحرية استغرقت نحو 20 يومًا، انطلقت من ميناء سانت بطرسبورج في الأول من أكتوبر على متن سفينة متخصصة لنقل المعدات الثقيلة وغير النمطية، قبل أن ترسو في ميناء الضبعة التخصصي الذي أنشأه الجانب المصري خصيصًا لاستقبال مكونات المشروع العملاقة.
وصول وعاء ضغط المفاعل إلى موقع محطة الضبعة النووية
تركيب وعاء المفاعل منتصف نوفمبر: إنجاز استراتيجي جديد
وقال الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء: “وصول وعاء ضغط المفاعل يمثل خطوة محورية في تنفيذ المشروع الوطني لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، فقد تم تجهيز الرصيف البحري في موقع الضبعة بدقة لاستقبال هذه المعدات ذات الطابع الاستثنائي، ومن المقرر أن تبدأ أعمال تركيب الوعاء في الوحدة الأولى منتصف نوفمبر المقبل.
إن ما نشهده اليوم يعكس حجم الجهد والتنسيق بين الفرق المصرية والروسية، ويؤكد إصرار الدولة المصرية على إنجاز هذا المشروع وفق أعلى معايير الجودة والأمان.”
وصول وعاء ضغط المفاعل إلى موقع محطة الضبعة النووية
شهادة روسية: تعاون فني مثمر
من جانبه، أكد أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة «أتوم ستروي إكسبورت» ومدير مشروع محطة الضبعة النووية من الجانب الروسي، أن وصول الوعاء إلى موقع الإنشاء “يمثل لحظة فارقة تؤكد قوة الشراكة الفنية بين الجانبين المصري والروسي”.
وقال كونونينكو: “نقف اليوم أمام إنجاز تقني جديد في مسار تنفيذ المشروع، حيث نتهيأ لبدء تركيب أهم مكونات المفاعل النووي الأول في مصر، هذا الحدث يجسد مدى التزامنا المشترك، ويعكس روح الفريق الواحد التي يعمل بها الجميع لتحقيق الهدف المنشود: تشغيل أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في تاريخ مصر.”
“مزارع فوق الأسمنت”.. زراعة الأسطح في مصر.. جنة خضراء تُواجه التحديات الاقتصادية والمناخية24/10/2025
الضبعة.. مشروع القرن للطاقة النظيفة
تُعد محطة الضبعة النووية المشروع الأضخم في تاريخ مصر بمجال الطاقة، وأول محطة نووية لتوليد الكهرباء في البلاد.
وتقع المحطة في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
تتكوّن المحطة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200، وهي من أحدث المفاعلات عالميًا من الجيل الثالث المطوّر، وتمتاز بمستويات أمان مرتفعة وتجارب تشغيل ناجحة في عدة دول.
نموذج متكامل للتعاون النووي
ويُنفّذ المشروع وفق مجموعة من العقود الموقعة في 11 ديسمبر 2017، والتي تنص على أن الجانب الروسي لن يكتفي بتشييد المفاعلات الأربع، بل سيقوم كذلك بـ:
– توريد الوقود النووي طوال فترة التشغيل
– تدريب الكوادر المصرية وتأهيلها لإدارة وتشغيل المحطة
– دعم التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى
– إنشاء مرافق تخزين خاصة وتوريد حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد
بهذا، يشكّل مشروع الضبعة نموذجًا متكاملًا للتعاون التكنولوجي بين مصر وروسيا، وخطوة استراتيجية نحو تحقيق أمن الطاقة الوطني والانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية.


