استبدال السكر بالمُحلّيات قد يساعد على الحفاظ على الوزن
(أبين الآن) متابعات
بدائل السكر والمحليات الصناعية
على مدى سنوات، ظلت المُحلّيات منخفضة السعرات في منطقة رمادية من الجدل الغذائي؛ فبينما سُوِّقت كوسيلة للتحكم في الوزن، وُجهت إليها انتقادات بشأن آثارها الجانبية المحتملة، وظل تقييمها صعبًا بسبب قِصر مدة معظم الدراسات السابقة أو ظروفها المعملية البحتة.
إلا أن دراسة أوروبية جديدة وطويلة الأمد قدّمت نتائج أكثر واقعية، تؤكد أن استبدال السكر بالمُحلّيات منخفضة السعرات، ضمن نظام غذائي صحي، يساعد على الحفاظ على الوزن أو فقدانه، مع تأثير إيجابي محتمل على ميكروبيوم الأمعاء.
تجربة على مرحلتين
قاد الدراسة فريق من جامعة ماستريخت الهولندية بقيادة البروفيسورة إيلين بلاك، وشارك فيها 341 شخصًا من ذوي الوزن الزائد أو السمنة في عدة دول أوروبية. بدأ المشاركون باتباع حمية منخفضة السعرات لمدة شهرين، بهدف فقدان نحو 10 كيلوجرامات في المتوسط، وهو ما تحقق بالفعل.
بعد ذلك، خضع الجميع لمرحلة ثانية استمرت عشرة أشهر، اعتمدوا خلالها نظامًا غذائيًا صحيًا يحتوي على أقل من 10% من السعرات من السكر. قُسِّم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى تجنبت المُحلّيات كليًا، بينما استبدلت الثانية السكر بمُحلّيات منخفضة السعرات في المشروبات والأطعمة اليومية.
محليات وبدائل السكر
نتائج واضحة ومستمرة
بنهاية التجربة، حافظت مجموعة المُحلّيات على وزن أقل بنحو 1.6 كيلوجرام من المجموعة الأخرى. ورغم أن الفارق يبدو بسيطًا، إلا أنه يُعد مهمًا في سياق الحفاظ على الوزن، حيث تعاني معظم الحميات من استعادة الوزن تدريجيًا بعد انتهائها.
ويؤكد الباحثون أن الحفاظ على بضع كيلوجرامات مفقودة على المدى الطويل ينعكس إيجابًا على خفض مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب وآلام المفاصل.
تحسّن في بكتيريا الأمعاء
أظهرت التحليلات الميكروبية لعَيّنات البراز أن مجموعة المُحلّيات امتلكت وفرة أعلى من البكتيريا المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي مركبات ترتبط بتحسن التحكم في سكر الدم وتقليل الالتهابات وزيادة الشعور بالشبع.
ويشير الباحثون إلى أن العلاقة معقدة ومتداخلة، إذ قد تكون التغيرات ناتجة عن الحمية نفسها أو فقدان الوزن أو استخدام المُحلّيات، وربما جميعها معًا. لكن الاتجاه العام نحو تحسين توازن الميكروبيوم يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا.
المحليات الصناعية
فهم جديد للمُحلّيات
تقول الدراسة إن معظم المخاوف السابقة بشأن المُحلّيات استندت إلى تجارب قصيرة أو إلى تناولها بجانب السكر، بينما هذه التجربة اعتمدت على مبدأ “الاستبدال لا الإضافة”، وهو ما منح نتائج أكثر واقعية.
ويؤكد الباحثون أن المُحلّيات ليست حلًا سحريًا، لكنها أداة فعّالة يمكن أن تساعد في تثبيت الوزن بعد الحمية، إذا استُخدمت ضمن نظام غذائي متوازن غني بالألياف والبروتينات وقليل المعالجة.
توصيات عملية
يوصي الخبراء الراغبون في الحفاظ على نتائج فقدان الوزن بالاعتماد على بدائل منخفضة السعرات في المشروبات الغازية، والزبادي المنكّه، والقهوة المحلّاة، والحلويات، مع تجنّب الإفراط أو الاعتماد الكامل عليها.
أما الرسالة الأهم لصنّاع القرار الصحي فهي أن التحذيرات المطلقة من المُحلّيات قد تدفع الناس للعودة إلى السكر، بينما الاستخدام الذكي لها ضمن نظام صحي يمكن أن يسهّل رحلة الحفاظ على الوزن.


