بين الرفاهية والمعاناة.. هناك دروس ضائعة

بوقت يعاني فيه المواطنون من أصعب ظروف الحياة على مر الأزمات والأزمان، من انقطاع دائم للمرتبات، وارتفاع مستمر لاسعار المواد الأساسية، وتدهور كامل للخدمات، نجد الحكومة منشغلة بالاحتفالات والمظاهر الباهظة، ليلة أمس شاهد ملايين اليمنيين الجوعى وبألم شديد شاشات التلفزيون (حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي)، حدث فخم ولكن ليس لنا كيمنيين، فهو  لايعنينا لامن قريب ولا من بعيد، تساءلت حينها من قوة وصلابة رئيس مجلس القيادة والفريق المرافق له للحضور لشيء استثنائي والذي كلف ميزانية الدولة مبلغ ضخم!!، 
جاءت تلك الرحلة السياحية بوقت يعاني منه المواطن من أبسط مقومات العيش، وكأن المواطنين يعيشون في رفاهية لا حدود لها!. 

الأدهى من ذلك والأمر، أن الحفل جاء متزامنًا مع قرار حكومي رفع قيمة الدولار الجمركي إلى الضعف، ليزيد العبء الاقتصادي على المواطن البسيط، ويضاعف من معاناته اليومية، هذا التناقض الصارخ بين حياة المسؤولين المرفهة ومعاناة الشعب والتي لا يمكن تجاهلها، المواطن يشاهد بكل ألم كيف يتم صرف النثريات والمخصصات على الاحتفالات والزيارات الرسمية والسياحية والعلاجية من الحزينة العامة، بينما حياته الأساسية مهملة وحقوقه تُهدر بلا أي حساب.  

إن هذا الوضع يطرح أسئلة جوهرية مفادها ما جدوى هذه الحكومة إن لم تستطع ضمان أبسط احتياجات شعبها؟ كيف يمكن أن نثق نحن كشعب بقيادة تهتم بالمظاهر أكثر من جوهر الحياة اليومية للمواطن؟ أين التخطيط والتنظيم الذي من المفترض أن يكون قلب أي إدارة ناجحة؟
الشعب بحاجة لأن يسمع صوته وتلبية حقوقه المهدورة، قبل أن يقول كلمته في وجه السياسات العشوائية والإهمال المستمر، لا قيمة لأي احتفال رسمي او ثانوي هامشي، ولا أي إنجاز سياسي أو اقتصادي، إذا ظل المواطن عاجزًا عن تأمين لقمة عيشه، ويبقى مظلومًا بسبب قرارات لا تراعي ظروفه، وتزيد من أعبائه دون أي اعتبار لمعاناته.  

الحكومة اليوم مطالبة بإعادة ترتيب أولوياتها، للاستماع فعليًا لصوت الناس، والعمل على تحسين حياتهم قبل كل شيء، فكل احتفال باهظ وكل سفرية تبقى مجرد منظر زائف ما لم يكن الشعب أولى بها.