المبذرون إخوان الشياطين.. مشاهد من زمن الترف المجنون.

بقلم: _محفوظ كرامه

في زمنٍ تتقلب فيه المجتمعات بين الفقر المدقع والثراء الفاحش، تطل علينا مشاهد لا تُصدق، تثير في النفس الغضب والأسى، وتكشف عن خلل أخلاقي عميق في فهم معنى النعمة ومسؤولية المال.

مشهد من برج دبي: المال يُرمى من السماء*
في أحد الفيديوهات المتداولة، يظهر مجموعة من الأثرياء وهم يرمون الدولارات من أعلى برج في دبي، بينما يتزاحم الناس في الأسفل لالتقاطها في مشهد عبثي يفتقر إلى أدنى درجات الإنسانية. 
أحدهم، وقد استبدت به الحماسة، ألقى بحقيبة نصفها ممتلئ بالأموال، وهو يضحك بهستيريا وكأنه يؤدي دورًا في مشهد تمثيلي يتقنه جيدًا. هؤلاء الأثرياء، كما يبدو من لغتهم وتصرفاتهم، لا يدركون أن ما يفعلونه يدخل في باب التبذير الذي نهى الله عنه، بل وصف المبذرين بأنهم "إخوان الشياطين". 

مشهد آخر من اليمن: التبذير في زمن الجوع
يقابل هذا المشهد المترف، مشهد مشابه في إحدى المحافظات اليمنية التي يعاني معظم سكانها من الفقر والجوع. 
في حفل زفاف أحد الأثرياء الذين نزلت عليهم النعمة دون جهد يُذكر، قام العريس وأقربائه والثري برمي المال على رؤوس المدعوين، فتحولت القاعة إلى ساحة فوضى يتقاتل فيها الناس على جمع المال المنثور. 

أما أصحاب المال، فكانوا يضحكون ويستمتعون بالمشهد من فوق المنصة، وكأنهم يسخرون من معاناة الناس الذين طحنهم الفقر وأذلتهم الحاجة.

سادية الترف في زمن الضنك
هذا المشهد المقزز يكشف عن عقلية سادية، صنعتها حياة البذخ في زمن الجوع، حيث يُهدر المال بلا هدف، ويُستعرض الغنى على حساب كرامة المحتاجين. 
هؤلاء الأثرياء وأقاربهم يستحقون بحق وصف الله للمبذرين بأنهم "إخوان الشياطين"، فهم لم يكتفوا بإهدار المال، بل جعلوا من فقر الآخرين مسرحًا لتسليةٍ مريضة. 
كان الأجدر بهم ان ياتوا بوجبة عشاء للمدعوين ومياه ومشروبات غازية كما جرت العادة عند الاثرياء العقلاء في مناسباتهم السعيدة..بدلاً من هذا السلوك العبثي الاهوج. 

وهنا يتجلى الفرق بين من يشقى ليوفر المال من عرق جبينه ومن ينزل عليه المال بالبريشوت بلا حساب.

الفرق بين الصنفين كالفرق بين الثراء والثريا .. بين من يعرف قيمة النعمة، ومن يعبث بها في مشاهد لا تليق بإنسانية الإنسان.
"حقًا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورًا."

 ملحوظة: لم نتاكد من صحة مشهد دبي لان الذكاء الاصطناعي خبط الرصة علينا.. 
 متاكدون من صحة المشهد اليمني 100%.