هل نعود إلى باب اليمن القديم؟
كانت جماهير الجنوب تعلق آمالها على قيادة رأت فيها بوادر الخلاص من عقود التهميش والخذلان ، فسلم الشعب ثقته طوعاً لها على أمل أن تكون هذه القيادة بوابة العبور نحو الهدف المنشود والحلم الذي راود الأجيال.
لكن المشهد تغير فصار الحديث عن الأمانة والثقة حديثاً عن ماض مضى بعدما تسربت إلى المشهد شللية وعنصرية وامتيازات تمنح على قدر القرب والولاء.
ومع كل ذلك جاءت مفاجأة لم تكن في الحسبان حيث صرح وزير الخارجية أن ما كان يروج له لسنوات لم يكن حاضرا على طاولة الحقيقة!!
وكأن ما جرى طوال الأعوام الماضية لم يكن إلا مشهداً مسرحياً !!
فعن أي تهميش واقصاء تحدث به د. الخبجي؟؟
هل اكتشف فجأة أن الطاولة التي جلس عليها لم تكن مستديرة؟
أم اكتشف أن المشروع الجنوبي غائبا عن الطاولة "هذه المرة " التي هو أصلاً غائبا عنها من بداية المفاوضات؟؟
فالخوف أن يتحول الحلم الذي أُنهكنا من أجله إلى مشروع آخر لا يحمل ملامح الجنوب العربي ولا حتى يشبه اليمن الصغير ، بل يجمع الجميع في وعاء واحد ويعيد التاريخ إلى نقطة الصفر.
وعلى ذلك إذا لم تتدارك القيادة الانتقالية هذا الشرخ العميق في جسدها وتعيد الاعتبار للثقة التي تآكلت فإن الجنوب سيفقد ما هو أثمن من الأرض والسيادة...


