حادثة العرقوب.. بين قضاء الله وعدالة الإنصاف

حادثة العرقوب.. بين قضاء الله وعدالة الإنصاف

(أبين الآن) كتب: علي هادي الأصحري

اعترض الكاتب علي هادي الأصحري على موجة اللوم والاتهامات التي وُجهت لمحافظة أبين وأبنائها عقب حادثة انقلاب الباص في منطقة العرقوب والذي كان عائدًا من السعودية، مؤكدًا أن ما حدث هو قضاء الله وقدره ولا يحق لأحد أن يتخذ من المصاب الجلل منبراً لتوزيع التهم جزافاً.

وقال الأصحري:  
كم من الحوادث المرورية شهدناها في مناطق عدة من اليمن بل وفي دول العالم، بعضها أشد مأساوية من حادثة العرقوب ولم نسمع من يحمّل منطقة بأكملها وزر القدر.

وأكد أن أبناء أبين كما هم دائماً كانوا أول من هبّوا لنجدة الضحايا وفتحوا بيوتهم وقلوبهم قبل أن تفتح الجهات الرسمية أي ملف وهذا ما يجب أن يُذكر في ميزان المروءة والكرم لا أن يُقابل بالتشويه والتجريح.

وتابع قائلاً:  
نعم نحن نبكي على أرواح الضحايا وقلوبنا تقطر دماً على من قضوا ومن جُرحوا ولكن دعونا نوجّه لومنا الحقيقي إلى الجهات التي تستحق اللوم:  
نلوم لمن قطع الرواتب لخمسة أشهر وجعل الناس يركبون الموت بحثاً عن لقمة عيش.  
نلوم لمن نصب نقاط الجبايات ونهب المارّة باسم القانون.  
لومٌ لمن دمر الوطن ويسعى بكل الطرق لإذلال المواطن وسحق كرامته. 
نلوم لمن سكت وتستّر على دخول الأفارقة وتهريبهم وفتح أبواب البلد على مصراعيها لمجهول لا نعرف مداه ولا تبعاته.

وختم الأصحري مقاله برسالة لكل من يستعجل في توزيع التهم:
ارحموا هذا الوطن بما تبقى فيه من وجع وقِفوا مع أهله لا عليهم فالعدالة ليست في رفع الصوت بل في قول الحق وإن كان مُراً

رحم الله الضحايا وشفى الله الجرحى ولا نامت أعين المتاجرين بدم الوطن.