فوز ممداني.. انتصار للتعددية وتحدٍ للهيمنة التقليدية.
بقلم:_منصور بلعيدي_
في لحظة فارقة من التاريخ السياسي الأمريكي، يبرز اسم ممداني، المسلم المهاجر، كرمز لتحول عميق في المزاج الشعبي الأمريكي، وانعكاس لتراجع تأثير القوى التقليدية التي لطالما احتكرت المشهد السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة.
فوز ممداني لا يمثل فقط نجاحًا شخصيًا لمسلم مهاجر، بل هو انتصار لفكرة التعددية، ورفض للهيمنة الفكرية والسياسية التي مارستها جماعات الضغط لعقود. إنه مؤشر على أن الشعب الأمريكي بدأ يعيد النظر في مواقفه تجاه الأقليات، ويمنح الفرصة للكفاءات بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية ، فانتصار ممداني يتجاوز الفردية.
ما يلفت الانتباه في هذه اللحظة هو أن الناخب الأمريكي اختار أن يخالف التوجيهات القادمة من رموز السلطة التقليدية، مثل الرئيس ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، اللذين ارتبطا بخطاب يميل إلى الانحياز العرقي.
هذا التمرد الشعبي يعكس رغبة في التحرر من الخطاب الإقصائي، والبحث عن قيادات أكثر صدقًا وواقعية ، وهدا يعد تحوّلاً في العقل الجمعي الأمريكي.
في هده السردية يبرز تشبيه ممداني بموسى، وترامب بفرعون، في إشارة رمزية إلى صراع الحق مع القوة، والصدق مع الاستبداد. وهي تشابهات رمزية بين التاريخ والواقع.
ورغم أن هذه المقارنة تحمل طابعًا دينيًا، إلا أنها تعكس شعورًا عميقًا بأن هناك من يواجه منظومة متجذرة، ويشق طريقه نحو التغيير.
الحديث عن وصول ممداني إلى رئاسة الولايات المتحدة قد يبدو طموحًا، لكنه ليس مستحيلًا في ظل التحولات الجارية. فالشعب الأمريكي أثبت مرارًا أنه قادر على كسر التوقعات، واختيار من يمثل تطلعاته لا من يفرض عليه واقعًا جامدًا.
فوز ممداني هو دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم السلطة، والهوية والانتماء.
إنه فرصة لتأكيد أن أمريكا، رغم تاريخها المعقد، لا تزال قادرة على احتضان التنوع، وتقديم نموذج سياسي أكثر عدالة وإنسانية.
وهدا يقودها نحو مستقبل أكثر إنصافًا.


