حين يكون المكان سبباً للظلم
بقلم: أ. د. مهدي دبان
عندما يكون الإنسان في المكان الصحيح الذي ينسجم مع قدراته وإمكاناته، يسطع نوره ويُقدر عطاؤه، ويشعر بقيمته وكرامته. لكن إذا وُضع في المكان الخطأ، حيث لا تُرى موهبته ولا يُعطى ما يستحق، يُصيب روحه الإحباط ويُرهقه الشعور بالظلم، فتخفت قدراته شيئا فشيئا. ليس لأن قيمته قليلة، بل لأن البيئة المحيطة لا تعكس حقيقته ولا تمنحه مساحة ليُظهر ما بداخله من طاقة وإبداع.
تماما كما كان تمثال رمسيس يوما في ميدان عام، تُرمى القمامة من حوله ويُهمله العابرون، لم يكن التمثال ناقصا ولا قليل القيمة، فقط كان في المكان الخطأ. وعندما وُضع في موقعه الصحيح، أصبح مزارا يتوافد إليه الزوار والأجانب، ويدفعون للالتقاط صورة بجواره. لم يتغير التمثال، إنما تغير المكان. وهكذا الإنسان؛ ربما لا تحتاج أن تغير نفسك، كل ما تحتاجه أن تقف في المكان الذي يُنصفك ويُقدر قيمتك الحقيقية.
أ.د مهدي دبان


