في الرمق الأخير. أنقذوا ما تبقى من شعبكم قبل فوات الأوان
بقلم: علي هادي الأصحري
في بلدٍ أنهكته الحروب وتكفلت الجوع والأوجاع بإكمال ما تبقّى من معاناة يعيش المواطن اليمني اليوم على بصيص أمل ضعيف لا في الحياة الكريمة ولا في استعادة الكرامة بل فقط في صرف جزء من مرتباته المتأخرة ليقاوم بها الموت الزاحف إليه ببطء.
اللحظات الأخيرة تمر والوقت الضائع يبتلع أعمار الناس وهم ينتظرون بصبر الجبال رواتبهم التي أصبحت سراباً يُلوّحون به بين الحين والآخر دون خجل أو إحساس.
لا نطلب المستحيل
ولا نحلم بالرفاهية.
نطلب فقط القليل من حقوقنا التي جُرّدت منا دون مبرر. نطلب أن تفي الحكومة بواجبها في أقل القليل، أن تُسعف هذا الشعب المكلوم ببعض شهور من راتبه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
كفاكم صمتاً
كفاكم تجاهلاً
كفاكم تعذيباً لهذا الشعب العظيم الذي صبر كثيراً
وصبره بدأ ينفد.
إنها ليست مجرد أزمة رواتب
بل قضية كرامة
قضية بقاء
قضية وطن يُحتضر.
فهل من بصيص ضمير يُنقذ ما تبقى؟
أم أنكم بانتظار أن يُكتب في كتب التاريخ
مات شعبٌ بكامله لأن حكومته اختارت أن تتفرّج.


