تصاعد حالات الانتحار في زنجبار وخنفر وسط أزمات اقتصادية خانقة
بقلم: محفوظ كرامة
تشهد مديريتي زنجبار وخنفر بمحافظة أبين تصاعدًا مقلقًا في حالات الانتحار، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متدهورة أثقلت كاهل المواطنين، وأثارت قلقًا واسعًا في الأوساط المجتمعية.
وقد سجلت حارة العصلة بمدينة زنجبار مساء أمس حادثة مؤلمة، حيث أقدم أحد السكان الجدد على الانتحار، في واقعة أثارت حزنًا واستغرابًا بين سكان الحي. وبحسب إفادات الجيران، فإن الضحية كان يُعرف بدماثة خلقه، ويعيش مع أسرته المكونة من ثلاثة أبناء. أحد سكان الحارة قال: "كان رجلًا طيبًا، ولم نكن نتوقع أن يقدم على هذا الفعل. يبدو أن الضغوط المعيشية كانت أكبر من قدرته على التحمل".
وتعكس هذه الحادثة حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في ظل تأخر صرف الرواتب لأشهر، وتزايد الالتزامات اليومية التي لا تجد من يسندها. أحد المواطنين عبّر عن الواقع بقوله: "الناس تعاني من أوضاع اقتصادية تهد الجبال، والإنسان ضعيف لا يستطيع مواجهة ظروف حياته التي تتراكم يومًا بعد يوم. اليوم يوفر مصروف البيت، وغدًا لا يدري كيف سيطعم أبناءه".
ويضيف: "الدولة تطلق تصريحات تخديرية، وتعد بصرف راتبين، ثم لا يُصرف إلا راتب واحد، فيما تبقى أربعة أشهر معلقة. هذا التضليل يدفع ثمنه الموظف البسيط، الذي يعيش في دوامة من القلق واليأس".
وتطالب أصوات مجتمعية متزايدة الجهات الحكومية بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية، وصرف الرواتب في مواعيدها، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، للحد من تفاقم هذه الظواهر التي تهدد النسيج الاجتماعي.


