القائد أبو مشعل الكازمي.. درع أبين الأمني الذي لا يستغنى عنه 

منذ تولي العميد علي ناصر باعزب "أبو مشعل" الكازمي منصب مدير عام أمن محافظة أبين، شهدت المحافظة تحولات أمنية ملموسة، لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة مباشرة لحملات أمنية منظمة وميدانية قادها بنفسه ضد الجريمة بمختلف أشكالها. خلال الفترة الأخيرة، كثّف الكازمي جهوده في ملاحقة العصابات المسلحة وقطاع الطرق، وكان أبرزها الحملة الأمنية في مديرية المحفد، التي نجحت في القبض على عناصر خطيرة تمتهن التقطع للمسافرين، وضبط بحوزتهم هويات مزورة، في خطوة نالت احترام الشارع الأبيني ورفعت من هيبة الدولة.

جهود الكازمي لم تقتصر على الداخل فحسب، بل امتدت إلى مواجهة قضايا إقليمية معقدة كظاهرة تهريب المهاجرين غير الشرعيين من القرن الإفريقي، والتي تفاقمت بشكل خطير في أبين بتوجيه مباشر منه، شنت الأجهزة الأمنية حملات واسعة ضد شبكات التهريب، بقيادة القائد البطل أبو مشعل الكازمي وأُلقي القبض على عدد من القيادات المحلية والأجنبية التي تقف خلف هذه العمليات، وكشف خلال هذه الحملات عن معسكرات ومخابئ يحتجز فيها المهاجرون بطرق لا إنسانية، ووثقت حالات تعذيب ووفاة، ما فضح حجم الجريمة المنظمة وخطورتها. ما قام به الكازمي أعاد ثقة المواطنين بالدولة، ووجه رسالة للعالم أن أمن أبين لن يكون ساحة مفتوحة للفوضى وجرائم الاتجار بالبشر.

تواصلت الحملات الأمنية لتشمل مطاردة مرتكبي جرائم القتل والسطو وترويج المخدرات، حيث قبض على عدد من المطلوبين الذين شكلوا خطرًا حقيقياً على حياة الناس، وأسهمت هذه العمليات في استعادة الهدوء داخل مديريات ظلت لسنوات تعاني الانفلات. ورغم ضخامة التحديات، ظل الكازمي ومعه رجال الأمن في الميدان، يعملون بإمكانات محدودة، بل شبه معدومة أحيانًا، دون دعم حقيقي من الجهات العليا، وهو ما دفعه مؤخرًا إلى إعلان نيته تقديم استقالته خلال 72 ساعة، في خطوة صادمة لكل من تابع عن كثب ما تحقق على يديه من إنجازات عظيمة في ظرف استثنائي.

في ظل هذا الأداء المشرف والتضحيات الجسيمة، خرج أبناء أبين امس السبت واليوم الاحد بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، في وقفات تضامنية حاشدة عمت مدن زنجبار وخنفر والمحفد ولودر ومودية والعديد من مناطق ومديريات المحافظة، للتعبير عن رفضهم القاطع لاستقالة القائد أبو مشعل الكازمي. ورفع المشاركون شعارات تؤكد دعمهم الكامل والمطلق له، واعتباره صمام أمان أبين ورمزًا للعدالة والانضباط. لقد عبّر المواطنون عن قناعتهم الراسخة بأن أمن أبين بات اليوم مرهونًا ببقاء هذا القائد في موقعه، وبأن استقالته تعني فتح الأبواب مجددًا للفوضى والانفلات، وهو ما لا يمكن السماح بحدوثه مهما كانت التحديات.

وبناءً على ذلك، نرفع صوتنا عاليًا، ونعلنها بوضوح، نرفض استقالة القائد أبو مشعل الكازمي، ونطالبه بالعدول الفوري عن هذا القرار المؤلم. إن مغادرته لهذا الموقع الحساس في هذا التوقيت الصعب، ستكون خسارة جسيمة لمحافظة أبين ولكل من يطمح لترسيخ سلطة الدولة وهيبتها، ونؤكد أن المسؤولية تقع على عاتق القيادة العليا في الدولة، التي باتت مطالبة بالاستجابة العاجلة لمطالبه المحقة، من حيث توفير الدعم اللوجستي والتمويلي لإدارة أمن أبين، وتمكينها من أداء واجبها الوطني، فالأمن لا يصنع بالنيات فقط، بل يحتاج إلى أدوات وقرار سياسي داعم، ومع استمرار أبو مشعل الكازمي في قيادة المشهد الأمني، وبدعم حقيقي من الدولة، ستظل أبين نموذجًا للاستقرار والردع والعدالة.