الإعلامي عبدالرقيب السنيدي... صوت الحقيقة وميدانه الميدان

الإعلامي عبدالرقيب السنيدي... صوت الحقيقة وميدانه الميدان

(أبين الآن) كتب | زياد الشنبكي

يُعدُّ الإعلامي عبدالرقيب السنيدي واحدًا من أبرز الوجوه الإعلامية الجنوبية التي نحت اسمها في سجل النضال بأحرف من نور، في محافظة أبين والجنوب عمومًا. كان من أوائل المناضلين على الساحة الجنوبية منذ انطلاق شرارة الحراك الجنوبي السلمي، حيث استطاع أن يرسِّخ اسمه كإعلامي ميداني، لا يعرف غير ساحة الوغى منبرًا، ولا يرى إلا نقل الحقيقة رسالة.

لم يكن السنيدي مجرد ناقل للأخبار، بل كان شاهد عيان على التاريخ، متواجدًا دائمًا في قلب الحدث، ينقل الوقائع بحيادية وشجاعة، ويقدم للمتابعين صورة واضحة وشاملة، بعيدًا عن زيف التهويل أو تحريف التزييف. تميَّز بأسلوبه الهادئ الرصين، الذي يشبه النهر الهادئ في ظاهره، العميق في مضمونه، وقدرته الفذة على انتقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة، مما أكسبه احترامًا متبادلاً بين الجمهور والزملاء على حد سواء.

ورغم التحديات الجسام التي يواجهها الإعلاميون في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، بقي السنيدي درعًا للرسالة الإعلامية، وحارسًا لأمانة الكلمة، مقدِّمًا تغطيات صحفية وتقارير ميدانية من مختلف مناطق أبين، خاصة تلك التي تشهد أحداثًا أمنية أو نشاطات خدمية وتنموية.

ولا يقتصر دوره على التغطيات الإخبارية فحسب، بل يتعداها إلى الإسهام في تشكيل الوعي المجتمعي، من خلال مشاركاته الإعلامية التي تبرز قضايا الناس واحتياجاتهم، وتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية والخدمية التي غالبًا ما تُهمش في زحف الأخبار السياسية والعسكرية.

لقد أصبح عبدالرقيب السنيدي نموذجًا للإعلامي النزيه، الذي يرى في رسالته واجبًا مقدسًا تجاه الوطن والمجتمع، ويؤمن بأن الكلمة الصادقة سلاح يمكن أن يصنع التغيير، وأن الإعلام الحقيقي يبدأ من الميدان وينتهي عند خدمة الناس.

نداء الوفاء في زمن المحنة

وفي هذا الظرف الصحي العصيب الذي يمر به هذا الفارس، نرفع أصواتنا بالدعاء له بالشفاء العاجل وتمام الصحة والعافية، ليعود إلى ميادين العمل الإعلامي، وإلى جمهوره الذي يقدِّره ويثق بمهنيته وصدقه.

كما نوجه نداءنا الملح إلى المجلس الانتقالي الجنوبي والهيئة الإعلامية للإعلام الجنوبي، بأن يبادروا بالتدخل العاجل، وتقديم كل ما يمكن من دعم وعناية لعلاجه في أقرب وقت، فهذا أقل واجب الوفاء تجاه رجل أفنى سنين عمره في خدمة القضية والوطن. فلئن كان الأجر على الله، فإن الوفاء واجب على البشر.