أنقذوا التعليم من عبء المناهج ودوّامة الاختبارات
يشهد الميدان التربوي في الآونة الأخيرة حالة من الغليان المجتمعي، تتزايد معها الأصوات المطالِبة بإعادة النظر في نظام التعليم، بعدما تحوّل العام الدراسي في مدارسنا إلى سباق اختبارات لا ينتهي، أرهق الطلاب وأفقد التعليم قيمته. فبدل أن تكون المدرسة مساحة للفهم والإبداع، أصبحت ساحة ضغوط يومية، يحفظ فيها الطالب المعلومة لعبور الاختبار، ثم ينساها فور انتهائه.
هذا الضغط لم يطل الطلاب وحدهم، بل امتد إلى الأسر التي تعيش حالة استنفار مستمر، وإلى المعلمين الذين يواجهون عبء مناهج طويلة تفوق الوقت المتاح، وتحرمهم من التعمق في الشرح أو تعزيز مهارات التفكير.
أمام هذا الواقع، يبرز السؤال: أين دور وزارة التربية والتعليم في مواجهة هذا التدهور؟ ولماذا لا تتم مراجعة المناهج وإعادة تنظيم جدول الاختبارات بما يخفف الضغط ويعيد للتعليم جوهره!؟مع مراعاة الظروف الاجتماعية والنفسية للطلاب وأسرهم في ظل وضع البلاد المأساوي الصعب؟
إن إنقاذ التعليم يبدأ بتخفيف الحشو في المناهج، وتحويل الاختبار من غاية مرهقة إلى وسيلة للتقويم الحقيقي, فالتعليم بحد ذاته وجد ليصنع عقلاً يُفكر ويبدع... لا عقلاً منهكاً يحفظ ثم ينسى.
ختامًا:
أنقذوا طلابنا قبل أن نفقد شغفهم… فالتعليم ليس عبئًا، بل مستقبل وطن.
وللحديث بقية…


