اشراقة الوعي السياسي في خطاب الرئيس
بقلم: عمر الحار
اختتم فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي خطابه الموجه للحكومة والشعب اليوم بوقفة واعية، حين أشار إلى غياب المرأة اليمنية عن مواقع القرار، واعتبر ذلك خللًا قانونيًا ومؤسسيًا لا بد من تصحيحه.
وفي هذه الجملة القصيرة، تتجلى ملامح التحوّل العميق في الخطاب السياسي للرئيس، الذي بات يرصع خطبه في الآونة الأخيرة بومضات فكرية لافتة، تعمل كفلاشات مضيئة تشق عتمة المرحلة، مهما اشتدّت قسوتها وتعقيداتها.
وما يستحق التوقف عنده ليس فقط توصيف فخامته لغياب المرأة، بل إدراكه لخطورة هذا الغياب على المشهد الوطني، وتأثيره على سيرورة الأحداث، وإدارة الدولة، وإعادة التوازن لشرعيةٍ تستمد قوتها من حضور المجتمع بأكمله.
فالمرأة اليمنية، بتاريخها العريق، وأساطين حضورها في كل مراحل التحول، لم تتخل يومًا عن دورها الريادي؛ من ساحات التعليم والعمل، إلى ساحات النضال وبناء الوعي، لتثبت دائمًا أنها شريكٌ أصيل في صناعة مصير الوطن.
إن عبارة الرئيس ليست توصيفًا لواقع، بقدر ما هي دعوة لإعادة الاعتبار لنصف المجتمع، واستنهاض طاقاته، وتثبيت دوره في صناعة الغد. تلك الإشارة العميقة قد افتتحت مسارًا جديدًا في وعي الدولة، يليق بتاريخ المرأة اليمنية، ويمهد لمرحلة تستعيد فيها حضورها المؤثر والفاعل في قلب القرار الوطني.


