وجهان لعملة زائفة. حين يكون الشيطان في البيت والملاك في الشارع
بقلم: علي هادي الأصحري
عجباً لبعض البشر! تراه في بيته شيطاناً عنيداً صوته يعلو ويده تمتد وقلبه يخلو من الرحمة لا يعرف للحنان طريقاً ولا للرفق باباً. لكنه إذا خرج إلى الناس لبس قناع الملائكة وتحوّل إلى ذلك الهادئ الرزين صاحب الخلق والتواضع والوجه البشوش.
هؤلاء هم أسوأ أنواع البشر.
وجوههم أمام الناس مغطاة بأقنعة زائفة لكن حقيقتهم تظهر حين تُغلق الأبواب ويُسدل الليل ستاره. هم من يجعلون أهلهم يختنقون صمتاً بينما يتنفس الغرباء من لطفهم واهتمامهم.
لا خير فيمن يُهين أهله ويُكرم الغريب
ولا بركة في من يتجاهل أقرب الناس إليه ليمثل دور الطيب خارجاً.
الأخلاق تبدأ من المنزل والاحترام أول ما يُمنح للأهل فإن كنت لا تُحسن في بيتك فلا يُغرّك تصفيق الناس في الخارج.
فلنكن كما نحن في العلن والسر
فمن أراد أن يكون ملاكاً فليبدأ من حيث يعرفه الله لا الناس.


