العرض العسكري الجنوبي… قوة تتجدد في نوفمبر وسيادة تُرسخ على الأرض.
فضل القطيبي
بقلم - فضل القطيبي
في ساحة العروض بعدن، حيث يلتقي تاريخ الجنوب بنبض حاضرٍ يزداد رسوخًا، وقف أبطال القوات المسلحة الجنوبية في عرض عسكري مهيب احتفاءً بذكرى نوفمبر المجيدة. لم يكن المشهد احتفالًا بروتوكوليًا فحسب، بل كان بيانًا وطنيًا معلنًا أمام الجميع، ورسالة مؤكدة بأن الجنوب اليوم يقف على أرض صلبة، يمتلك إرادته ويصنع مستقبله بيده.
حضور اللواء عيدروس قاسم الزبيدي وبعض القادة العسكريين أضفى على الفعالية بُعدًا رمزيًا بالغ القوة؛ فهو القائد الذي قاد مسيرة بناء القوات المسلحة الجنوبية من التشتت إلى التنظيم، ومن الحاجة إلى الجاهزية، ومن مرحلة الدفاع إلى مرحلة التأسيس الفعلي لقوة صلبة لا تُقهر.
لم يكن حضوره مجرد متابعة، بل تأكيدًا لرؤية قائدٍ يؤمن بأن الأوطان تُحمى بالإرادة، وأن الجيوش تُبنى بالعقيدة قبل العتاد.
تقدّم المقاتلون بخطى منسجمة تنبض بالثقة، في مشهد يعكس احترافية متصاعدة ومستوى متطورًا من التدريب والانضباط. حمل العرض رسالة واضحة: الجنوب لم يعد ذلك الكيان الذي يُراد له الضعف؛ بل قوة حاضرة وجيش منظم مستعد لحماية الأرض وصناعة النصر، الانضباط الدقيق، والروح الوطنية الصلبة… كلها أكدت أن مشروع بناء المؤسسة العسكرية الجنوبية يمضي بثبات.
ولأن نوفمبر هو شهر الحرية، فقد جاء العرض ليجدد رسالة تلك اللحظة الخالدة من تاريخ الجنوب: أن السيادة تُصان بالقوة، وأن إرادة الشعوب لا تنكسر ما دام هناك رجال يحملون راية الوطن بثبات. اختلطت موسيقى العرض بذاكرة الأجيال، وارتفعت الأعلام التي جسدت وحدة الهدف، فيما كانت عيون المقاتلين تتجه نحو المستقبل بثقة لا تعرف التراجع.
لقد قدّم العرض العسكري صورة مكثفة لمسيرة الجنوب: صمود متواصل، تضحيات لا تنتهي، إرادة لا تلين، ومشروع دولة يتقدم بكل خطواته نحو الاستقرار. وبقدر ما كان العرض احتفالًا بالذكرى، كان أيضًا تأكيدًا لثبات الموقف الوطني، واستعداد القوات المسلحة الجنوبية للدفاع عن حقها في الأمن والوجود والهوية.
إنه نوفمبر الذي لا يزال يتجدد… لا في الذاكرة فقط، بل في الميدان، وفي ساحة العروض، وفي كل خطوة يخطوها أبطال الجنوب نحو مستقبل يليق بتضحياتهم.
وفي الختام نرفع أسمى آيات التقدير والوفاء للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي على قيادتهم الحكيمة وإرادتهم الثابتة في بناء القوات المسلحة الجنوبية، وجعلها قوة صلبة تحمي الأرض والشعب. كما نثمن كل القادة والمقاتلين والكوادر الذين ساهموا بإخلاص في نجاح العرض العسكري وإظهار الجنوب اليوم بجيش منظّم وعقيدة قوية، يعكس إرادة شعب لا ينحني أمام التحديات ويفخر بتاريخ وطنه وإنجازاته.
#نوفمبر_استقلال_الجنوب_يتجدد
