حضرموت بين الأمس واليوم
قبل ثلاثين عاما من الآن أي في العام ١٩٩٤م، تمكنت جحافل الجمهورية العربية اليمنية من احتلال إقليم حضرموت، والسيطرة على منابع الثروة، كما أقدمت تلك المليشيات (عسكرية ودينية وقبلية)، على أعمال نهب وسلب غير مسبوقة، وممارسة اغتيالات واعتقالات، بحق العسكريين والمدنيين من أبناء الجنوب، وهكذا واصلت سياسة الاحتلال الجديدة لحضرموت الاستيلاء على مختلف شركات ومؤسسات الدولة الجنوبية في مناطق الإقليم، ومنح امتيازات لعوائل نافذة، للبسط والاستيلاء على البر والبحر، وحرمان أبناء حضرموت من أبسط حقوقهم من ثروات بلدهم، بل لم يسلم أبناء حضرموت المسالمين من أضرار دخاخين وعوادم مصانع الشركات الناهبة لثروات بلادهم.
تكاد حضرموت تعود اليوم إلى حضن الوطن الأم (الجنوب)، بطرد بقايا جحافل المحتلين من وادي وصحراء حضرموت، ولكن الفارق الوحيد بين الأمس واليوم، هو ما أقدمت على فعله تلك الجماعات من أعمال وحشية توزعت بين الإعدامات الميدانية، والاعتقالات، وأعمال النهب والسلب، الأمر الذي لم تكرره القوات الجنوبية في مواجهة تلك المليشيات المعتدية، حيث تتعامل معها وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف، الشيء الذي يعكس التفاوت الواضح بين مليشيات يمنية منفلتة، لا تميز بين عسكري ومدني، ومصلحة عامة وخاصة، وقوات جنوبية نظامية، برغم قلة الإمكانيات ومختلف وسائل الحرب النفسية، والهجمات والشائعات الإعلامية.
بعد استكمال تحرير إقليم حضرموت، تحتم المسؤولية إقامة مصالحة شاملة، بين مختلف القوى والمكونات الحضرمية، ونتمنى أن يتم توظيف موارد وثروات حضرموت، كي يستفيد أبناء المحافظة منها بشكل أفضل، بحيث تصير حضرموت نموذج ناجح للدولة الجنوبية المرجوة، على مختلف الأصعدة (سياسيا واجتماعيا وتنمويا).


