في الحمّام… عندما تدق المناصب أبواب الخصوصية!

شاهدت بالأمس مقابلة للسفير خالد بحاح، وكانت القصة التي رواها تصلح أن تدرج ضمن أغرب طرائف السياسة العربية، قال الرجل إن قرار تعيينه رئيسًا للوزراء جاءه وهو… في الحمّام! زوجته تطرق الباب بقوة، الاتصالات تنهال من كل صوب، والبلاد تبارك، والرجل ما زال يحاول استيعاب الخبر بين بلاط الحمّام وبخار الماء!!! 

وبينما انشغل المسؤولون بالاتصالات، كان هو مشغولًا بقرار مصيري: إقفال الهاتف والذهاب للمشي ثلاث ساعات في شوارع الدولة التي كان سفيرًا فيها، محاولًا فهم «كيف ولماذا!؟» وهو يؤكد بكل صراحة أن الدكتور أحمد عوض بن مبارك-امين عام الحوار الوطني- كان الأكثر تأهيلًا للمنصب حينها.

وبينما أسمع القصة، وجدت نفسي أتذكر عادل إمام في مسرحية الزعيم، عندما قال للجمهور بثقة لا مثيل لها:

"عندما قامت الثورة… كنت في الحمّام!"

ليقفز الجمهور إلى التصفيق الحار وكأن الحمّام هو منصة إطلاق الثورات!

وهنا يظهر السؤال الذي يفرض نفسه بقوة:

هل أصبح الحمّام هو «غرفة العمليات السياسية» في عالمنا العربي؟

أم أننا أمام ظاهرة جديدة تستحق دراسة بعنوان:

“العظماء… والقرارات التي تصنع خلف الأبواب المغلقة”!!!