أنها مجرد أحجار على رقعة الشطرنج ..!! 

التطورات الاخيرة على الساحة اليمنية ليست مفاجئة وانما هي مبرمجة وفق سيناريو معد ومخطط له منذ زمن طويل وان حدث تعديل في ذلك السيناريو الذي يعيد رسم الخارطة السياسية اليمنية وفق مشروع الركن الجنوبي الغربي .

 في عام 2021 جاءت الأوامر لقوات الشرعية  بالانسحاب من الحديدة وتم الانسحاب إلى ميناء الحيمة في التحيتاء والذي يبعد عن الحديدة بحدود 70 كم وكانت هذه الخطوة هي بداية لتعديل مشروع الضابط البريطاني والتون بإنشاء الركن الجنوبي الغربي الذي طرح في عام 1900م والذي يهدف الى الهيمنة على الموانئ من مدينة عدن إلى الحديدة .

عندما صرح عيدروس الزبيدي أن مأرب وتعز يمكن أن تكون جزء من الجنوب العربي كان هذا التصريح هو إعلان عن تعديل هذا المشروع فقد ترك ميناء الحديدة ورأس عيسى كمنفذ للمحافظات الشمالية حتى يستقيم الأمر ويصبح بالإمكان تنفيذ مشروع والتون ليصبح السيطرة على الموانئ من المهرة وحتى ميناء المخاء وعلى أهم ممر ملاحة دولية وهو مضيق باب المندب في وضع آمن كما كان وضع بريطانيا آمن في عدن .

حتما أن الانسحاب من الحديدة كان وفق تفاهمات بريطانية مع الحركة الأمامية الحوثية فتاريخ التعاون بين بريطانيا و الهاشمية السياسية حافل وأساسي في تنفيذ المشاريع البريطانية في المنطقة العربية ومنها إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين وحماية الوجود البريطاني في عدن والذي ما كان يمكن أن تخرج بريطانيا من عدن لولا قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م ، وبالتالي فإن المحافظة على بقاء الحركة الامامية الحوثية هو من متطلبات تنفيذ هذا المشروع .   

مأتم في حضرموت كان مجرد مسرحية مكشوفة وفق تفاهمات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات برعاية بريطانية التي تقف وراء هذا المشروع وواضح أن حسابات السعودية تسير في الاتجاه الغير صحيح فقد تجد نفسها خارج اللعبة وهذا ما يبدوا واضحا وحتى وأن حاولت تغيير مسار اللعبة فإنه يمكن أن يتم اشغالها في مواجهة مع الحركة الحوثية فستظل هذه الحركة هي شوكة في جنوب المملكة وخاصة ان جنوب المملكة هو بيئة فكرية خصبة لفكر هذه الحركة  وهناك وعود لظم جزء من جنوب المملكة لهذه الحركة ضمن خطة إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة وهذا السيناريو نشر في صحيفة الواشنطن بوسط في 30 سبتمبر 2014م.

يبقى الآن وضع مأرب فهي أمام ثلاثة خيارات اما القبول  بخيار عيدروس الزبيدي أو خيار الاستسلام للحركة الحوثية فهل كان الحكم الذي اعتبر الحركة الحوثية مكون سياسي هو تمهيد لهذا الخيار والخيار الثالث هو الصمود ومواجهة المشروعين فقد أصبحت محاصرة من الشرق ومن الغرب .

للأسف أن الشرعية ومكوناتها أصبحت مجرد أحجار على رقعة الشطرنج يتم تحركها لشرعنة مايحدث وواضح أن هناك وعود لبعض المكونات ولكن هذه الوعود يمكن أن تتحول إلى سراب بعد أن يتم الاستفادة منها في تنفيذ هذا المشروع .

أخيرا فإن نجاح هذا السيناريو مرتبط بالتغيرات الإقليمية والدولية والتي هي متسارعة وقد تعمل على شقلبت الوضع رأس على عقب فموقع اليمن حساس جدا ويهم كل القوى الدولية المتصارعة فما نراه اليوم ممكن قد يكون غدا غير ممكن.