بردٌ يقتل.. وجوعٌ يحاصر.. وصمتٌ يميت أكثر!
( أبين الآن) كتب: علي هادي الأصحري
في غزة لم يعد الموت يأتي فقط من السماء عبر طائرات القصف بل بات يأتي من الأرض الباردة ومن الخيام الغارقة ومن بطون الأطفال الخاوية ومن أجساد عجّزها البرد ولم تجد ما تتدفأ به.
14 روحاً طاهرة صعدت إلى بارئها خلال 24 ساعة فقط، والسبب؟
*الشتاء* الذي لطالما تغنّى به العاشقون تحوّل في غزة إلى قاتل صامت لا صوت لانفجاراته لكنه يترك وراءه جثثاً هامدة وقلوباً موجوعة.
*27 ألف خيمة* تلاشت تحت المطر وغرقت في الطين تاركة من فيها فريسة للبرد والجوع والخذلان.
أي قهر أكبر من أن تموت وأنت حي، أن تصرخ ولا تجد من يسمعك أن تنادي أمة المليار فلا يجيب أحد.
غزة التي قاومت الحرب تكاد تنهار أمام صقيع الشتاء.
أطفال يرتجفون حتى التجمد نساء تلتف بثياب بالية لا ترد الريح ولا المطر، وشيوخ تتوسل السماء أن يكون الغد أرحم.
أين أنتم يا من تملكون الدفء والكساء؟
أين أنتم يا من يطعمون قطط الشوارع وينسون أطفال المخيمات؟
أين الضمائر؟ أين الرجولة؟ أين الإنسانية؟
*إلى الله المشتكى*
فما عاد لنا إلا الدعاء بعدما خذلنا من بيدهم الفعل.
*غزة لا تموت. لكننا نموت خجلاً من صمتنا.*


