غياب الدولة حضور الفوضى

كتب: حسين السليماني الحنشي.

فقدان الشعب للدولة يمثل حالة من الاضطراب والفوضى التي تنشأ عندما يفقد الشعب الثقة في حكومته ومؤسساته. يمكن أن يحدث ذلك لأسباب متعددة، مثل الفساد الذي يؤدي إلى ظهور الخارجين عن القانون، وانتشار الظلم والاضطهاد، وهو ما يحدث نتيجة غياب الدولة القادرة على الردع. وقد يفقد بعض الناس حتى الوازع الديني، مما يزيد من غياب مؤسسات الدولة التي تحرم المجتمع من تقديم الخدمات الأساسية.

عندما يفقد الشعب الدولة، يشعر بالانفصال عن الحكومة والمؤسسات، ويبدأ في البحث عن أي بديل لتحقيق مصالحه. ومن بين هذه البدائل ظهور الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي تغيب في وجود الدولة، مما يترك المجال للدولة التي تضمن النظام والقانون. لكن عندما تتدخل البدائل عن الدولة، يؤدي ذلك إلى انتشار الفوضى والعنف والاضطرابات الاجتماعية.

ولا يقتصر فقدان الشعب للدولة على ذلك فحسب، بل يمتد إلى مجالات أخرى تؤسس لثقافة مؤلمة يدفع ثمنها غالبية الشعب. ومن هذه النتائج انهيار النظام الاقتصادي، وزيادة الجرائم، وتدهور الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، بالإضافة إلى تفشي الفقر والبطالة. 

يجب على المؤسسات القائمة، حتى لو بشكل رمزي، أن تدعو شرائح المجتمع للعمل على استعادة الدولة، حيث أن ذلك يعود بالنفع حتى لو كان بسيطاً. ويجب بناء الثقة مع الشعب من خلال:
توفير الخدمات الأساسية، ومحاربة الفساد والظلم، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار.

إذا فقد الشعب الدولة، يجب على الحكومة والمؤسسات العمل على استعادة الثقة من خلال إصلاحات حقيقية وتغييرات جوهرية في النظامين السياسي والاقتصادي. إن فقدان الشعب للدولة هو واقع مؤلم، حيث يعاني الشعب من الفساد والظلم والاضطهاد، والفشل في توفير الخدمات الأساسية. لذا، يجب على الحكومة والمؤسسات العمل على بناء الثقة مع الشعب من خلال إصلاحات حقيقية وتغييرات جوهرية.