"وفاء لمن رحلوا ".
بقلم: د. عبد الكريم الوزان.
قدر الانسان أن يرحل في يوم ما مهما كان سنه أو مركزه او جبروته أوصحته أونسبه، فهذا قضاء الله وقدره. والعبرة التي يجب استخلاصها هو ترك الأثر الطيب وفهم وتقدير الانسانية والسلام، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.*
لكن هذا الرحيل لايعني انقطاع حبل المودة والوفاء والذكر الطيب وإنكار إحسانهم، بل يجب مراعاة ما تركوا وراءهم وإئتمنوا عليه غيرهم، ومن ذلك الوصية وصلة الأرحام.
بتقديري فإن الرقي والثقافة والشجاعة والفروسية تتأتى من خلال ثوابت كثيرة منها عدم طي سيرة وتأريخ من انتقلوا لدار البقاء وتخليد مآثرهم، وهذا حالنا من بعدهم، وعلينا أن لا نفقد الإيمان والحكمة والبصيرة والقناعة وأن نتعظ على الدوام.. والأيام دول.
يا طارق الباب لا توقظ مواجعه
فالركب راح وما في الدار أصحاب
إن كنت تسأل فالأشواق توجعه
رفقا بدمع على الأبواب ينساب
°°°
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنّه لم يعد في الدار أصحابُ
تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنّه لم يكن إنسٌ وأحبـــــــابُ
ولترحم الدار لا توقِظ مواجِعَها
للدور روحٌ كما للناس أرواحٌ*
*سورة الرعد آية ١٧
*عبد الرزاق عبد الواحد.


