تعز بين الحصار والانفلات .. معاناة مستمرة وغياب للحلول
منذ بداية انقلاب مليشيا الحوثي وفرض الحصار الخانق على مدينة تعز، تعيش المدينة واقعًا مؤلمًا وأوضاعًا مأساوية متواصلة، تهيمن عليها حالة من الانفلات الأمني تعرقل كل محاولات تطبيع الحياة واستعادة الأمن والاستقرار في المدينة الحالمة.
سنوات طويلة مضت، ولا تزال تعز عالقة في صراع مفتوح بين الظلم والعدل، وبين الحق والباطل، وبين الأمن والانفلات، وبين الفشل والنجاح، في ظل حرب أرهقت الإنسان والمكان، وعمّقت من معاناة السكان الذين يدفعون الثمن الأكبر.
لقد شهدت مدينة تعز خلال سنوات الحرب والحصار سلسلة من التحديات والانتهاكات المتنوعة، الجسيمة وغير الجسيمة، شملت جرائم قتل ونهب واختطاف وتهديد وابتزاز، ما فاقم حالة الخوف وعدم الاستقرار، وأضعف ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة.
كما تعاني المدينة من استفحال الفساد المالي والإداري والقضائي في عدد من المرافق الحكومية، ومن غياب شبه تام للمشاريع التنموية والإنسانية، وانعدام الخدمات الأساسية، في ظل أوضاع معيشية خانقة تزيد من معاناة المواطنين.
وساهمت بعض الوسائل والمنصات الإعلامية في نشر خطاب العداء والكراهية، الأمر الذي زاد من حدة الانقسامات المجتمعية، وأضعف فرص التعايش والسلم الاجتماعي داخل المدينة.
ورغم وجود بعض التحركات الرسمية وغير الرسمية التي نجحت أحيانًا في تحقيق جزء من المطالب وإرساء قدر من العدالة، إلا أن كثيرًا من القضايا قوبلت بالفشل وسوء الإدارة، ما أبقى الأزمات دون حلول حقيقية.
ويبقى السؤال المشروع والمؤلم: إلى متى سيظل هذا الوضع الكارثي ملازمًا لأبناء مدينة تعز؟ ومتى سيستفيق المواطنون دون أن يشاهدوا جرائم قتل أو نهب أو اختطاف أو ابتزاز، ودون أن تصاحب حياتهم اليومية صور وأصوات المظلومية؟ ومتى ستقوم السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية والسياسية بواجبها في تصحيح المسار، وفرض سيادة القانون، وتثبيت الأمن والاستقرار، ومعالجة قضايا المواطنين بالطرق القانونية العادلة؟.


