قراءة حول بيان الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة..
البيان الصادر عن الخارجية السعودية مؤخرا، لم يشر إطلاقا إلى استعادة الدولة اليمنية أو مواصلة القتال مع الحوثيين، مما يعبر عن تبلور قناعة بعدم القدرة على إنهاء الوجود الحوثي، بل التعايش معه كأمر واقع.
لم يحدد البيان برنامجا زمنيا لمفاوضات الحل النهائي، مما يعني أننا أمام حرب مفتوحة قد يطول أمدها.
لم يوضح البيان كيف يمكن حل القضية الجنوبية، في إطار مفاوضات الحل النهائي، إلا أنه يعتبرها بالضرورة جزءا من القضايا اليمنية المزمع النظر فيها، والتي كرر الجنوبيون رفضهم المطلق لها.
يطالب البيان بتسليم أهم محافظتين جنوبيتين (حضرموت والمهرة) لقوات درع الوطن التي تدار مباشرة من الرياض، مما يعزز من رغبة الأخيرة في تعزيز قبضتها على المحافظتين الاستراتيجيتين، وهو ما يرفضه أبناء الجنوب.
الخلاصة: من المتوقع رفض الجنوبيين للبيان بحذافيره، وما يسفر عنه من اجراءات أحادية، حيث يجمع الجنوبيون على أن الجغرافيا الجنوبية لا تقبل التجزئة، وما التصعيد الجماهيري الأخير في عموم محافظات الجنوب، إلا رسالة واضحة الدلالة للجانب السعودي، لتغيير رؤيته ومنطقه في التعاطي مع القضية الجنوبية، وعدم اختزالها في مطالب حقوقية.
لا نتوقع أي صدام مباشر بين الرياض وعدن، بل قد يدفع ذلك الرياض لتغيير مواقفها وطبيعة تعاطيها مع الملف الجنوبي، في ضوء مقاربات يتم الاتفاق عليها.


