زنجبار تتصدر مشهد الاعتصام الجنوبي: حشود جماهيرية تؤكد تمسكها بخيار استعادة الدولة
زنجبار ( أبين الآن) محفوظ كرامة
يتواصل الزخم الشعبي في مخيم الاعتصام المفتوح لأبناء محافظة أبين في مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، حيث شهد صباح اليوم السبت – رغم كونه يوم إجازة رسمية – توافدًا متزايدًا من المواطنين، وخصوصًا من قطاع المرأة، إلى جانب حضور لافت للمرافق المدنية ومكونات المجتمع المدني.
تدفقت الحشود من أحياء مديرية زنجبار وضواحيها، ومن مديريات خنفر، وعلى رأسها مدينة جعار، لتشكل لوحة وطنية مفعمة بالحماسة والعنفوان، مرددة الهتاف الموحد: "دولة.. دولة يا عيدروس، أعلنها دولة يا عيدروس".
وكان في مقدمة مستقبلي هذه الحشود رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، ووكيل المحافظة لشؤون الأمن والدفاع، الأستاذ المناضل سمير محمد الحييد، يرافقه نائبه الأستاذ علي شيخ السوري.
وفي كلمة ألقاها أمام المعتصمين، حيّا الأستاذ الحييد الجماهير على حضورهم الثابت وتصميمهم على نيل حقهم في استعادة الدولة الجنوبية، التي كانت تمتد من باب المندب غربًا إلى المهرة شرقًا. وأشاد بمواقف أبناء أبين، الذين وصفهم بصنّاع التحولات والثورات منذ الاستقلال، مؤكدًا أن رجال وشباب أبين لا يزالون في مواقع الشرف والبطولة.
كما فنّد الحييد ما تروّجه بعض وسائل الإعلام من مزاعم حول خلافات بين أبناء الجنوب ودول التحالف العربي، واصفًا إياها بالأكاذيب المضللة، مؤكدًا أن التحالف هو العمق الاستراتيجي والداعم الحقيقي للجنوب. وشدد على أن القوات الجنوبية ثابتة في مواقعها، مهما كانت التحديات، داعيًا إلى وحدة الصف الجنوبي، قائلاً: "الجنوب يتسع للجميع".
وشهد المخيم انضمام شخصيات مدنية بارزة، حيث أعلن سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي في أبين، الأستاذ سعيد الهمامي، انضمامه الكامل للمخيم، مؤكدًا تأييد المنظمة لخطوات القيادة السياسية الجنوبية وتوجهات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي. كما تلا بيانًا باسم المنظمة، أشاد فيه بانتصارات القوات المسلحة الجنوبية في وادي حضرموت وشبوة والمهرة، معتبرًا إياها خطوات راسخة نحو الأمن والاستقرار، وإبعادًا لشبح الإرهاب عن الجنوب.
من جهته، أعلن مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة، الأستاذ حسين بامطيرة، ومدير عام مكتب النقل، الأستاذ غسان جواهر، ورئيس منسقية كلية التربية بلودر، الدكتور عمر محمد الزقلي، انضمامهم للمخيم، مؤكدين دعمهم الكامل لتوجهات القيادة الجنوبية، ومشددين على أن الاعتصامات في عموم محافظات الجنوب تعكس قرارًا شعبيًا لا رجعة عنه باستعادة الدولة.
وكان للمرأة في أبين حضورها اللافت، حيث ألقت كل من الأخت مريم صالح عمر الألبية، عضو مجلس المستشارين، والأخت ذكرى محسن، كلمتين أكدتا فيهما وقوف حرائر أبين إلى جانب قضية الجنوب، ودعمهن لأبنائهن في الدفاع عن الأرض والكرامة، ورفضهن لنظام "وحدة الظلم والإقصاء".
كما ألقى كل من خالد العبد، رئيس كتلة أبين في الجمعية الوطنية، وزميله خالد الفياضي، وعبد الرحمن الشاعري، كلمات أكدوا فيها أن خيار الدولة الجنوبية بات أمرًا لا رجعة فيه، داعين المجتمع الدولي إلى الاستماع لصوت الجماهير في ساحات الاعتصام، التي تطالب بحقها في دولة مستقلة ذات سيادة، لها مكانها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وشهد المخيم أيضًا حضور قائد قوات مكافحة الإرهاب، العميد عبد الرحمن الشنيني، الذي استُقبل بحفاوة من قبل الأستاذ سمير الحييد، حيث حيّا الشنيني المعتصمين، مؤكدًا وقوفه إلى جانب تطلعاتهم المشروعة.


