الأمان العاطفي, مفتاح التربية المتوازنة

بقلم: نجيب الداعري

في ظل الضغوط الحياتية المتسارعة، يختلط مفهوم التربية لدى البعض بين الحزم المشروع والقسوة المؤذية، فيتحوّل البيت أحياناً من مساحة أمان إلى مصدر خوف، يدفع الطفل إلى الصمت والانكماش بدل الفهم والنمو.

فحين يخاف الطفل من والديه، يبدأ في تعلم كيفية الإختباء, ولا يتعلّم منهم الصواب ، فالصراخ عادةً لا يزرع الانضباط، والنقد القاسي لا ينمّي العقل، والعقاب الصارم لا يغرس القيم، بل يخلّف قلقاً وخوفاً وسلوكيات خاطئة كالكذب والهروب وغيرها

إن التربية الحقيقية يجب أن تقوم على الحنان والحزم معاً، بالإصغاء قبل الأوامر والفهم قبل العقاب ,والأطفال عادةً ما يحتاجون إلى الأمان لا الى الرهبة، وإلى بيت يكون ملاذاً لا الى ساحة حرب وصراع, فالصمت الناتج عن الخوف, لا يصنع لهم شخصية قوية، بل يراكم فيهم ألماً قد يظهر لاحقاً باضطراب أو عزلة أو تمرّد.

خاتمة:
إن بناء إنسان سوي يبدأ من بيت آمن، ومن أب  وأم يدركان أن الحب ليس ضعفاً، بل أساس التربية السليمة ,فالطفل هنا لا يحتاج إلى من يخيفه ، بل إلى من يحتويه ويقوده  بثقة ومحبه. 

دمتم في رعاية الله....